تدبر سورة سبأ الآية ٣

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.

بعد أن علمنا ربنا مراقبته في السر والعلن بعد إخباره لنا أنه يعلم بما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها.
يخبرنا في الآية التالية أن هناك أناس لا يبالون بها ولا يهتمون ولا يصدقون أساسا لأنهم ببساطة لا يؤمنون بالبعث والحساب.

{ وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَا تَأۡتِینَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّی لَتَأۡتِیَنَّكُمۡ عَـٰلِمِ ٱلۡغَیۡبِۖ لَا یَعۡزُبُ عَنۡهُ مِثۡقَالُ ذَرَّةࣲ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَلَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَاۤ أَصۡغَرُ مِن ذَ ٰ⁠لِكَ وَلَاۤ أَكۡبَرُ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ مُّبِینࣲ }
[سُورَةُ سَبَإٍ: ٣]

(وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة)
حين يغيب الحساب والعقاب يغيب الخوف والنظام.

تخيل لو أن مملكة ألغت كل القوانين التنظيمية والتشريعية ولا يوجد عقاب ولا سجن ولا اعدام ولا غرامات. ماذا سيحدث من الأغلبية؟

أكيد سينتشر الفساد واراقة الدماء ويضيع الأمن والأمان

كذلك الكفار والملاحدة لا يعترفون بقوانين الآخرة لذلك طالما هم ينجون بالخفاء من قوانين البشر فلا يبالون بالفساد والسرقات والاختلاسات والرشاوي وقتل النفس بغير نفس لأنهم يقولون لا تأتينا الساعة.

هل تتخيلون عواقب انتشار هكذا فكر في الممالك؟ أليست سببا في انهيارها ولو بعد حين؟

{ وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَا تَأۡتِینَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّی لَتَأۡتِیَنَّكُمۡ عَـٰلِمِ ٱلۡغَیۡبِۖ لَا یَعۡزُبُ عَنۡهُ مِثۡقَالُ ذَرَّةࣲ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَلَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَاۤ أَصۡغَرُ مِن ذَ ٰ⁠لِكَ وَلَاۤ أَكۡبَرُ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ مُّبِینࣲ }
[سُورَةُ سَبَإٍ: ٣]

ثم يرد عليهم المولى عز وجل:

( قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّی لَتَأۡتِیَنَّكُمۡ)

تأكيد منه بعد القسم لتأكيد هذه الحقيقة والتي بالإيمان بها تصلح الممالك.

ثم يعود ويذكرنا بعلمه بكل شيء!

{.. عَـٰلِمِ ٱلۡغَیۡبِۖ لَا یَعۡزُبُ عَنۡهُ مِثۡقَالُ ذَرَّةࣲ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَلَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَاۤ أَصۡغَرُ مِن ذَ ٰ⁠لِكَ وَلَاۤ أَكۡبَرُ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ مُّبِینࣲ }

(عالم الغيب) ووحده من يعلم غيب السموات والأرض ولا يظهر لغيبه أحدا.

{ عَـٰلِمُ ٱلۡغَیۡبِ فَلَا یُظۡهِرُ عَلَىٰ غَیۡبِهِۦۤ أَحَدًا (٢٦) إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولࣲ فَإِنَّهُۥ یَسۡلُكُ مِنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدࣰا (٢٧) لِّیَعۡلَمَ أَن قَدۡ أَبۡلَغُوا۟ رِسَـٰلَـٰتِ رَبِّهِمۡ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَیۡهِمۡ وَأَحۡصَىٰ كُلَّ شَیۡءٍ عَدَدَۢا (٢٨) }
[سُورَةُ الجِنِّ: ٢٦-٢٨]

عالم الغيب فلا يعلم الغيب إلا هو.

{ قُل لَّا یَعۡلَمُ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَیۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَمَا یَشۡعُرُونَ أَیَّانَ یُبۡعَثُونَ }
[سُورَةُ النَّمۡلِ: ٦٥]

عالم الغيب وعنده مفاتح الغيب.

{ ۞ وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلۡغَیۡبِ لَا یَعۡلَمُهَاۤ إِلَّا هُوَۚ وَیَعۡلَمُ مَا فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۚ وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا یَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةࣲ فِی ظُلُمَـٰتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبࣲ وَلَا یَابِسٍ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ مُّبِینࣲ }
[سُورَةُ الأَنۡعَامِ: ٥٩]

عالم الغيب فلا يغيب عنه أي شيء ولو كان بمثقال ذرة أو أقل أو أكبر في السموات أو في الأرض. وكله علمه عند ربي في كتاب مبين.

{ وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَا تَأۡتِینَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّی لَتَأۡتِیَنَّكُمۡ عَـٰلِمِ ٱلۡغَیۡبِۖ لَا یَعۡزُبُ عَنۡهُ مِثۡقَالُ ذَرَّةࣲ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَلَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَاۤ أَصۡغَرُ مِن ذَ ٰ⁠لِكَ وَلَاۤ أَكۡبَرُ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ مُّبِینࣲ }
[سُورَةُ سَبَإٍ: ٣]

فلا يظن أحد أنه يستطيع التلاعب بأي شيء ويظل مراقبا لله في سره وعلانيته وبذلك تستقيم الدول باستقامة شعوبها.

في زمن الخلافة كان يعين قاضيا فلا يجد عملا له فلا مطالب بحق ولا مطلوب منه حق لأن الجميع قد علمه حقه وحق غيره.

نسأل الله أن يعيد تلك الأيام في أيامنا هذه.

سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *