الدرس العاشر

قناة دروس التدبر:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

تفكرنا في الأيام السابقة في آيات الله في الكون وكان الهدف هو تليين قلوبنا وتعظيم ربنا لنصل للتوبة النصوح وترك المعاصي مما يعطينا الفرصة لنزول هذا الكتاب العزيز في قلوبنا ليكون لنا نورا يهدينا للطريق المستقيم.

فتفكرنا في عدة آيات

(إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ * وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)
[سورة الجاثية 3 – 5]

فمن لم يصل بعد لليقين بوجود الله بعد التأمل والتفكر فلن يصل للإيمان بالله مهما رأى من المعجزات!

(تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ)
[سورة الجاثية 6]

فالله عز وجل بين لنا أن هذه الآيات هي آيات لقوم يوقنون ويعقلون ويؤمنون.

ورأينا كيف أن النظر في الملكوت أوصل نبينا ابراهيم عليه السلام لليقين

(وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ)
[سورة اﻷنعام 75]

فقام بدعوة قومه ويوجههم للتأمل لعلهم يوقنون

(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
[سورة اﻷنعام 76 – 79]

أين نحن من التفكر والتأمل؟
لذلك أنصح نفسي وإياكم أن نستمر في التأمل والتفكر ليس أثناء الدورة فقط ولكن مدى الحياة ليبقى ربنا عظيما في قلوبنا مدى الحياة.

فمن لا يلين قلبه بالتفكر والتأمل ويبقى مقفلا عن نزول الآيات فيه لا يهتدي بالقرآن ويبقى ملوثا بالذنوب والمعاصي لأنه لا يعظم العظيم الذي يعصيه وينظر للمعاصي على أنها صغائر.

وهؤلاء الذين استصغروا المعاصي والذنوب لهم تهديد من رب العالمين بالويل

(وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ)
[سورة الجاثية 7]

أفاك بمعنى كثير الكذب
أثيم بمعنى كثير الإثم
هؤلاء الويل لهم
لماذا؟

(يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)
[سورة الجاثية 8]

لأنه يسمع الآيات:

يذكره بها الغير
أو يقرأها سريعا
أو يسمعها في المذياع أو التلفاز

يسمعها وهي تنهاه عن المنكر ويصر على المنكر مستكبرا عن الآيات كأنه لم يسمعها

تخيلوا معي رجلا ثريا متكبرا على فقير.
فهو يراه لا شيء
صفر على الشمال
لا يبالي به وبما يقوله
غير مهم
لا يستحق الإحترام
هكذا يتكبر الغني على الفقير

فكيف يتكبر هذا الأفاك الأثيم على الآيات؟
لا يبالي بها
يراها غير مهمة
لا تستحق العمل بها
لا تستحق أن تأمره أو تنهاه
لا تستحق أن يقف ليستمع لها
لا تستحق أن يقف ليسمعها فهناك ما هو أهم عنده.

هكذا يتكبر الأفاك الأثيم على الآيات

(يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)
[سورة الجاثية 8]

يصر على استكباره على الآيات
هذا يبشر بعذاب أليم!

(وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)
[سورة الجاثية 9]

وإذا علم شيئا من الآيات:

مثلا آية لم يكن يعلمها
لم ينتبه لها يوما
حكم لم يكن يعرفه سابقا
أمر أو نهي لم يكن قد سمع عنه
ثم علم عنه فيكون ردة فعله هو الإستهزاء!

(وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)
[سورة الجاثية 9]

مثلا لم يكن يعلم أنه إذا تكلم في عرض امرأة متهما إياها بالزنى دون أربعة شهداء فإنه يستحق الجلد 80 جلدة.
فإنه يسخر ويستهزئ ويقول
إذن كل الشعب يستحق الجلد
وهل يعقل أن نجلد 80 جلدة من أجل كلام حقيقي تستحقه هذه المرأة؟!

ولا يقبل الحكم فلا ينتهي عن هذا الإثم.

لماذا لا ينتهي ؟
لأن يحسبه هينا وهو عند الله عظيم
يحسبه هينا لأنه لم يعظم الله في قلبه
لم يتأمل ولم يتفكر في ملكوت الله فلم يعظم الله بقلبه ولم يهتدي بالقرآن لوجود الأقفال عليها مما اكتسبه من الآثام.

(وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)
[سورة الجاثية 9]

فاستحقوا بتكبرهم هذا واستهزاؤهم العذاب المهين
قد يكون هذا العذاب في الدنيا فيتعرضوا للمهانة والذل هنا وقد يكون في الآخرة.

تخيلوا معي ذلك الغني وهو متكبر على الفقير وفوق هذا يستهزئ به.

كيف تشعر تجاه هذا الغني المتكبر المستهزئ بالفقير؟
وكيف تشعر تجاه المتكبر المستهزئ بالآيات؟

نتوقف اليوم لنكمل غدا ان شاء الله..

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.


قناة دروس التدبر:

قناة دروس التدبر .
تجد فيها دروس لتدبر القرآن

https://telegram.me/joinchat/BFZNgzvrr9v_HuYlT5zV7g

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *