الدرس الثلاثين

بسم الله الرحمن الرحيم

النقطة الخامسة : سنة قبول الأعمال ( قانون قبول الأعمال ) .

ركز جيداً : سنأتي الآن إلى نقطة مهمة جداً ، هذا الذي وقع في شرك القرين ، قد يبدو له أنه قام في الدنيا بأعمال يرى أنها خيرية ، ينفق أموال ويتصدق بنفقات ، وقد يبدو له أنه يتقرب إلى الله تعالى بأنواع الخيرات ، لكن في الحقيقة أن هذه الأعمال ليست خالصة لله تعالى ، فهو ما دام يعبد قرينه فهي ليست خالصة لله .

سورة المائدة : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31).

السؤال : من الذي لم يتقبل الله منه القربان ؟ هل الذي صدر منه التهديد نحو أخيه أم الأخ الآخر ؟

الجواب : الذي لم يتقبل الله منه هو الأخ الذي صدر منه التهديد ، هذا الأخ يقع في مفارقة ، فمن جهة هو يتقرب إلى الله بقربان ، ومن جهة أخرى يهدد أخاه بالقتل ، وهذا تناقض صارخ في السلوك .

ركز جيداً :

في نهاية المطاف قتل أخاه ، وهذه أول جريمة قتل على وجه الأرض ، وعلى أثرها حدثت أول جنازة على وجه الأرض .

وقد نفذ التهديد بقتل أخيه ، وما دام قتل أخيه فلن ينفعه القربان ، ولن تنفعه الصدقة ، وهذه هي المفارقة التي يعيش فيها الكثير من المسلمين ، والكثير من المسلمين الآن يسفك بعضهم دماء بعض ، وفي نفس الوقت ينفقون ويتصدقون .

ومن خلال هذه القصة نتعلم سنة قبول الأعمال ، قانون قبول الأعمال عند الله ، وهذه السنة جعلها الله سارية المفعول من عهد آدم عليه السلام إلى قيام الساعة ، ووقت نزول القرآن أبني آدم عليه السلام كانا في عداد الأموات ، فالقصة موجهة إلينا .

سورة يوسف : لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ … (111).

القصة ليست موجهة إلى أبني أدم ليستفيدا منها ، فهم الآن أموات ، بل هي موجهة إلينا نحن لكي نستفيد منها ، ونأخذ منها العبر ، ونستخلص منها السنن والقوانين .

(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا)

السؤال : تقريب القربان هل هو خير أم شر ؟

الجواب : تقريب القربان هو عمل خير .

وهذا الخير قام به كليهما ، كل منهما قرب قرباناً ، كل منهما قام بهذا الخير ، لكن الله تقبل القربان من أحدهما فقط ، ولم يتقبل من الآخر ، وهذا يجعلك تخاف ، مهما أنفقت ومهما تصدقت ، أحتمل بنسبة 50 % أنك يوم القيامة لن تجد شيئاً من هذا ، وهذا وفق سنة عادلة ، وستجد أن الله لم يظلمك ، يعني ليس بالضرورة أن أي إنسان ينفق أنه سيجد الأجر ، قد لا تكون متقياً ، قد تكون مرائياً .

سورة النساء : وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ … (38)

والرياء نوع من أنواع الشرك الخفي .

إذن تقبل الله من أحدهما فقط ، وذلك وفق عدل :

سورة الكهف : … وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49).

ما دام الله تقبل من أحدهما دون الآخر ، وذلك وفق عدل ، فهذا العدل يقتضي أن تكون هناك سنة ( قانون )، والسنة خلاف الفوضى ، مثلما نحن نتعامل بالقانون ، عندما نقول هناك قوانين ، فإننا نضع القوانين حتى نتفادى الفوضى ويتحقق النظام ، وهذه السنة مبينة ، بينها الله هناك في القصة على لسان الذي تقبل منه القربان ، (قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .

(قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) : الله تعالى لم يتقبل من الذي هدد أخاه بالقتل وكان مصراً على ذلك ، والواقع أنه نفذ الجريمة في نهاية المطاف ، لأنه جمع بين خير وهو القربان وشر وهو الإصرار على القتل ، هذا الإصرار هو إصرار إبليس ، والدليل أنه تلقى النصيحة من أخيه ، أتته رسالة تنبيهية من أخيه ، لكنه لم يستجب لها ، وأصر بعدها على قتل أخيه فقتله .

ركز جيداً :

(قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)

(إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)

(إِنَّمَا) : إنما أداة حصر .

( يَتَقَبَّلُ) : يتقبل فعل الله .

الله يتقبل الخير فقط ، ولا يتقبل الشر .

السؤال : الله يتقبل الخير لكن ممن ؟

:من هم الذين يتقبل الله منهم الخير ؟

الجواب :

(إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) : الله يتقبل الخير من المتقين .

ومعنى هذا أن المصر لا يدخل ضمن القائمة ، الله لا يتقبل من المصرين ، الله لا يتقبل من المصرين الذين يصرون إصرار إبليس اللعين .

إمثال هؤلاء من المصرين ، لا يجدون أثراً لهذه القرابين من الأعمال الصالحة والخيرات التي يقدمونها لله ، لا يجدون أي أثر لها يوم القيامة .

سورة الفرقان : وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23).

لأنهم أبطلوا أعمالهم :

سورة البقرة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى … (264)

ركز جيداً : نبسط القضية بمثال :

تصور أنك في مسجد ، تصلي في مسجد ، ومازن هناك في المسجد ، وجدك مازن لا زلت تصلي ، تصلي في المسجد بعد الفريضة لا زلت مع النافلة ، فاتجه إلى ملابسك التي كان فيها شيء من الأموال ، كان فيها مبلع 1000 ريال ، قام مازن بسرقة مبلغ وقدره 1000 ريال ، وطبعاً وأنت في المسجد لم تشعر بالسرقة ، وعندما خرجت بعد ساعة ألتحق بك وسلم لك مبلغ وقدره 500 ريال ، فهو تصدق إليك بمبلغ وقدره 500 ريال ، وهذا يمثل نصف المبلغ ، وإذا كنت لم تطلع على سرقته ، ولم تعرف أنه هو الذي سرقك ، فإنك ستشكره وتقول له أحسنت وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا وتقبل الله منك وأخلف عليك ، ولكن بعد ساعة ، وصلت إليك الحقيقة ، بأنه سرق أموالك ، أنه سرق ضعف ما تصدق به عليك ، أنه سرقك في المسجد ، سرق هذا المبلغ من ملابسك وأنت تصلي ، حينها لن تقول له تقبل الله منك .

كذلك الكثير من المسلمين يعملون حسنات ، لكنها حسنات مزيفة وغير حقيقية ، مثل العملات المزورة تماماً ، هو يظن أنه يعمل صالحاً ، وفي الحقيقة ليست أعمالاً صالحة ، لا تمت إلى الحقيقة بصلة .

إذن المصرون إصرار إبليس لا يجدون شيئاً من حسناتهم يوم القيامة :

سورة النمل : وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90)

تظهر أعمال كلها رياء ، أعمال كلها ظلم ، ينفق مما يسرق ، يسرق من هنا وينفق هناك ، ما أتعس هؤلاء .

سورة آل عمران : يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108) .

حسب سيئات كل أحد من هؤلاء الأشقياء ، الله تعالى يقدر له دركته في جهنم ، لأن الله يعدل بين الأشقياء في دركات نار جهنم مثلما يعدل بين السعداء في درجات الجنة .

سورة يونس : … وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54)

وفي حديث النبي عليه الصلاة والسلام : (أوَّلُ ما يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ ، فإِنَّ صلَحَتْ صلَح له سائرُ عملِهِ ، وإِنْ فسَدَتْ ، فَسَدَ سائرُ عملِهِ).

كيف ذلك ؟؟؟

سورة العنكبوت : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45).

الإنسان الذي يصلي كما يريد الله له أن يصلي ، يعني لا يصلي حسب مزاجه ، أو حسب أهوائه ، يصلي بالخشوع :

سورة المؤمنون : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2).

والذي يصلي بخشوع فإن صلاته ستأثر عليه ، وتنهاه عن الفحشاء والمنكر ، وهذا النهي سيستجيب له ، إذا كانت صلاته صحيحة ، إذا كان يخشع في صلاته ، يقيناً فإن لها تأثير عليه بحيث تنهاه ، يعني لا تتركه يصر هذا هو المقصود ، ترسل إليه رسائل وتنبيهات ، بأن يقلع وأن يتوب وأن ينيب وأن يستغفر، وإذا تاب توبة نصوحاً ، فإن الله يكفر عنه السيئات ، وعندما يكفر عنه السيئات فإنه يستفيد من حسناته ، وتكون أعماله كلها على أساس متين ، فإنه سيتصدق صدقة خالصة ، وعندما ينفق فإنه ينفق من مال حلال ، هذا كله من أثر الصلاة التي فيها الخشوع .

سورة العنكبوت : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45).

هكذا حديث النبي عليه الصلاة والسلام : (أوَّلُ ما يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ ، فإِنَّ صلَحَتْ صلَح له سائرُ عملِهِ ، وإِنْ فسَدَتْ ، فَسَدَ سائرُ عملِهِ).

هذا من حيث الأعمال ، ومن حيث المنهج يسأل عن الآيات :

سورة المؤمنون : أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105).

من حيث الأعمال يسأل عن الصلاة ،الأن الصلاة هي عماد الدين ، الصلاة هي الأساس :

سورة العنكبوت : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45).

ومن حيث المنهج يسأل عن الآيات ( القرآن الكريم ) :

سورة المؤمنون : أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105).

ركز : إنسان آخر لا يصلي بخشوع ، يعني لا يصلي الصلاة الحقيقية ، لا يقيم الصلاة ، وإنما يصلي هكذا بطريقة أو كيفية سطحية وشكلية ، هذا صلاته لن تنهاه عن الفحشاء والمنكر ، وإذا لم تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فإنه لن يستجيب ، وإذا لم يستجب فإنه لن يتوب وسيصر على المعاصي ، وإذا أصر على المعاصي وبقي على هذه الحال إلى أن مات ، فإن أعماله تكون فاسدة .

حديث النبي عليه الصلاة والسلام : (أوَّلُ ما يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ ، فإِنَّ صلَحَتْ صلَح له سائرُ عملِهِ ، وإِنْ فسَدَتْ ، فَسَدَ سائرُ عملِهِ).

(فإِنَّ صلَحَتْ صلَح له سائرُ عملِهِ) : يعني الصلاة تنهاه عن الغش ، تنهاه عن السرقة ، تنهاه عن الربا ، تنهاه عن الكذب ، تنهاه عن الظلم ، تنهاه عن القتل ، وبالتالي عندما يقوم بأعمال صالحة ، فإنه يقوم بهذه الأعمال على قاعدة صلبة ومتينة فتقبل هذه الأعمال .

هذه هي الصلاة ، إن صلحت يعني يصليها بأركانها وشروطها ويحافظ على أوقاتها ، إن صلحت صلح له سائر عمله ، ذلك على اعتبار أن صلاته سوف تنهاه عن الفحشاء والمنكر ، ستنهاه عن الكذب وعن للمز وعن الغيبة وعن النميمة وعن الربا وعن أكل أموال الناس بالباطل ، ستنهاه عن الزنا والفسوق ، ستنهاه عن الفحشاء والمنكر ، وهذا النهي يكون له تأثير فيستجيب ، فيتوب كما تاب آدم عليه السلام ، ولا يصر كما أصر إبليس ، إذا استجاب وتاب كما تاب آدم عليه السلام ، فإنه يكون من المتقين .

سورة المائدة : … قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27).

(وإِنْ فسَدَتْ ، فَسَدَ سائرُ عملِهِ) : فإن كان لا يصلي ماذا بقي له؟ ، ذهب عماد الدين ، فإنسان لا يصلي إطلاقاً ، أو يصلي من غير خشوع ، أو ربما من غير طهارة ، فهذا صلاته فاسدة .

(وإِنْ فسَدَتْ ، فَسَدَ سائرُ عملِهِ) : وإذا فصدت صلاته فإنها لن تنهاه عن الفحشاء والمنكر ، وصلاته حين إذن لن ترسل له رسائل ، ولن توجه إليه تنبيهاً ، ولن تقدم له نصائح ، لن تأثر عليه ، وحينها لن يجد نهياً ، وإذا لم يجد نهياً فإنه سيصر على المعاصي ولن يتوب ، سيصر على اللمز وسيصر على الغش وسيصر على السرقة ويصر على البهتان ويصر ويصر ويصر ، وإذا بقي على هذه الحال ولم يغير من وضعه إلى أن مات ، فإنه سيموت وهو مصر إصرار إبليس ، وإذا مات وهو مصر إصرار إبليس فإنه لن يجد شيئاً من أعماله .

سورة المائدة :وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)

(قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)
(قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)
(قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)

سورة التحريم : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8).

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا)
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا)
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا)

((نهاية المحاضرة السابعة ))
تمت الدورة بحمد الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *