بسم الله الرحمن الرحيم
المحاضرة السادسة : الفرق بين معصية آدم عليه السلام ومعصية إبليس لعنه الله .
النقطة الأولى : الله يأمرنا بالتوبة النصوح لكي نقي أنفسنا وأهلنا من نار جهنم.
سورة التحريم : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8).
في هذه الآية في سورة التحريم الله تعالى يأمرنا أن نتوب توبة نصوحاً ، تحقق للمؤمن الوقاية بينه وبين نار جهنم ، والأمر بالوقاية جاء في نفس السورة ، وموجه إلى المؤمنين أيضاً .
سورة التحريم : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6).
هذا الخطاب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) ورد في سورة التحريم مرتين فقط :
المرة الأولى :
سورة التحريم : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6).
في المرة الأولى (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) يعني أصنعوا الوقاية بينكم وبين النار ، فنسأل ربنا كيف نصنع هذه الوقاية ؟ كيف نحقق هذه الوقاية ؟ فيأتي الأمر :
المرة الثانية :
سورة التحريم : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8).
يعني من تاب توبة نصوحاً ، وكان صادقاً فيها ، كان بذلك قد حقق الوقاية بينه وبين نار جهنم ، ويسمى متقياً ، ويكون من المتقين .
السؤال : من هو المتقي ؟
الجواب : من تاب توبة نصوحاً .
السؤال : كم أمراً وجه الله تعالى إلى المؤمنين في سورة التحريم ؟
الجواب : أمرين :
الأمر الأول : (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا).
الأمر الثاني : (تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا).
يعني بالتوبة النصوح تحققون الوقاية بينكم وبين النار ، الوقاية لأنفسكم وأهليكم .
السؤال : ماذا يسمي القرآن الكريم كل من تاب توبة نصوحاً إلى ربه ؟
الجواب : متقياً ، يكون من المتقين .
مهما كانت سيئاته قبل توبته ، لا اعتبار لحجم السيئات المرتكبة قبل التوبة ، المهم أن يتوب إلى ربه توبة نصوحاً .
سورة آن عمران : وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133).
سورة الحديد : سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21).
إذن هذه الجنة أعدت للمتقين ، للذين يتوبون إلى الله توبة نصوحاً .
يتبع….