بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [سورة القصص : 77]
هذه النصيحة نجدها في قصة قارون الذي كان صاحب ثروة هائلة.
وكان قد تعلق بالدنيا وركن لها وظن أنه تحصل على رزقه بعلمه.
((إنما أوتيته على علم عندي))
فنصحه الذين أوتوا العلم
(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [سورة القصص : 77]
الأساس أن نعمل للآخرة أن نؤثرها هي على الدنيا.
(فَأَمَّا مَنْ طَغَىٰ) [سورة النازعات : 37]
(وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) [سورة النازعات : 38]
(فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ) [سورة النازعات : 39]
طغى …آثر الحياة الدنيا
ارتباط وثيق بينهم
فمن يؤثر الحياة الدنيا يطغى بالآثام والمعاصي.
وخلال سباقنا للآخرة علينا أن لا ننسى نصيبنا من الدنيا.
اﻵن الحاصل هو عند أكثر الناس هو ….
أنهم يبتغون الحياة الدنيا ويجاهدون لكي لا ينسون الآخرة!
فأكثر الناس ينشغلون بجميع أوقاتهم للدنيا و يبخلون بالقليل للآخرة.
نجد في واقع الحياة عند الأغلبية لا يزيد وقتهم لعبادة الله أكثر من نصف ساعة يوميا موزعة على ساعات اليوم .
خمس دقائق لكل صلاة
ونجد أغلب أموالهم إن لم يكن كلها ينفق للدنيا وللدنيا فقط!
(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [سورة القصص : 77]
هناك خلل في فهم الحياة الدنيا وما يرزقنا الله فيها .
خلل كبير
” وأحسن كما أحسن الله إليك”
علينا أن نحسن إلي الناس
الوقت رزق
المال رزق
العلم رزق
الشخصية رزق
اﻷولاد رزق
قد أنفق من وقتي لخدمة الناس
قد أنفق من علمي..
من مالي…
من كل ما آتاني ربي من رزق
(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) [سورة الرحمن : 60]
نريد من ربنا الإحسان لنا ولا نفكر نحن بالإحسان للآخرين
(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [سورة القصص : 77]
ومن كان همه الدنيا فهو لا محالة فاسد مفسد ولو كان داعية من الدعاة كما يظن!!!
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) [سورة البقرة : 11]
(أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) [سورة البقرة : 12]
ولو كان عالما من علماء الدين!!!
ولو كان عابدا متعبدا كما يظن!!
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [سورة التوبة : 34]
فالأحبار هم العلماء والرهبان هم العباد.
“قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ،الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا “
سعيهم محصور على الدنيا ، المشكلة يظنوا أنهم على خير.
ويصدون عن سبيل الله
طالما أنه لا يبتغ الدار اﻵخرة ولا ينس نصيبه من الدنيا.
طالما هناك خلل في توازنه في التعامل بين الدنيا واﻵخرة.
طالما أنه يبخل ولا يحسن للناس.
فهو فاسد مفسد !!
وهؤلاء هم المثل السيء والقدوة السيئة لمن يراهم على خير .
و من رغب في حب الله له فيجب عليه الاحسان
“ان الله يحب المحسنين”
الموازنة بين الدارين تعني الموازنة بين الخوف والرجاء
هذي الموازنة أحيانا ننساها
فنعيش في الرجاء وننسى الخوف.
ولا ننتبه إلا إذا هدانا الله للذكر الكثير.
تابع…
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.