الدرس الثالث عشر

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [سورة الحديد : 20]

علمنا ربنا عن الحياة الدنيا بآيات كثيرة في القرآن الكريم.

برأيكم لماذا لا نأخذ هذا العلم بعين الإعتبار ؟
لماذا لا نأخذه بجدية؟

ما هي الأسباب برأيكم؟
هي سلسلة ركزوا معي…
بداية قلة الذكر تسبب الوقوع في العقاب الرباني الذي هو…

(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) [سورة الزخرف : 36]

ماذا يفعل هذا الشيطان؟

(وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) [سورة الزخرف : 37

يبعدك عن الطريق ويجعلك تظن أنك في الطريق.

يبعدهم عن طريق الحق طريق الهدايه.
فينسى اﻵخرة ولا يعمل لها فيحيد عن الصراط.
(وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ) [سورة المؤمنون : 74]

ووسيلته أن يزين لنا الدنيا ويحببنا إليها.

فإذا أحببنا الدنيا نسينا اﻵخرة وإذا نسينا اﻵخرة وقعنا في الذنوب والمعاصي.
(هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ) [سورة الشعراء : 221]
(تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) [سورة الشعراء : 222]

كل أفاك أثيم…
وفي سورة الإنسان وصف الذين يحبون العاجلة أنهم…
(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا) [سورة اﻹنسان : 24]

آثما أو كفورا.
إذا وقع الإنسان في الغفلة يجعله الشيطان لا يشعر انه في طريق خطأ إنما يوهمه انه على صواب مثل حقنة المخدر
” يحسبون انهم مهتدون”
لا يشعر انه على خطأ بل يزين له عمله القبيح فيراه حسنا، ” يزين لهم أعمالهم”
هناك علاقة متينة جدا بين ترك الذكر ووسوسة الشيطان وحب الدنيا وايثارها على الآخرة.
فالشيطان كما قلنا يلعب على حبلي الخلد والملك الذي لا يبلى.

الذي يبتعد عن الذكر او يقل ذكره لله ينسى الآخرة ويبدأ تفكيره محصور في الدنيا.
يمنيهم بطول العمر وكأنهم خالدين فينسون اﻵخرة ويتعلقون بالدنيا.
(يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) [سورة النساء : 120]
إذا الإنسان نسى الموت تلقائيا يبدأ اهتمامه بالدنيا والعمل لها.
تجدهم يأكلون ويتمتعون وينسون شيئا هو الموت.

(ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) [سورة الحجر : 3]
فلا يتوبون ويعيشون عيشة الأنعام

(إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) [سورة محمد : 12]

لذلك البخل صفة فيهم والشيطان يزين لهم.

(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [سورة البقرة : 268]
يمنعهم من الإنفاق بتزيين الدنيا لهم فيشعروا أن مالهم لن يكفيهم للتمتع بالدنيا إن هم أنفقوا

الشيطان يقلب لهم القوانين
ويحرف لهم المفاهيم.
مثلا
يريد التصدق فيأتيه ويقول له
ولكن نعالك الأسود لن يناسب ثوبك الأزرق فإذا تصدقت الآن من أين ستأتي بالمال لشراء نعال أزرق؟
أو إن تصدقت اﻵن فلن تجد مالا كافيا للذهاب للسينما مع أصدقائك وستشعر بالملل وأنت يجب أن ترفه عن نفسك قليلا.

وهو بذلك يصبح مكذب لله مصدق لوعد الشيطان بالفقر
فالله سبحانه وتعالى وعدنا بمضاعفة أموالنا إن أقرضناه.

الانفاق في الأصل يزيد المال ويضاعفه ويجلب البركة فيه

لكن الشيطان يقلب له القانون
النفقة تقلل المال ويوهمه بالخسارة .

(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [سورة البقرة : 245]

هو من يرزقنا ثم يسألنا أن ننفقه ليضاعفه لنا.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *