الدرس الثاني والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم. وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
سورة العنكبوت, الآية 2:
أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون

لا بد لمن يقول أنه آمن أن يتعرض للفتنة.

هنا الإيمان قد يكون ايمانا بآية من آياته أو أمر من أوامره
ربما امرأة آمنت بآية الحجاب وقالت بذلك وتحجبت. لا بد أن تمر بفتنة .
ربما رجل آمن بآية الربا مثلا لا بد وأن يمر بفتنة.
لماذا؟
سورة العنكبوت, الآية 3:
ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين

لأن القول لا يكفي لإثبات ما في القلب .
لذلك ارتبط الإيمان بالعمل الصالح دائما في القرآن.
تكررت في القرآن دائما ” آمنوا وعملوا الصالحات”
ولأن سنة الله في الأرض لا تبديل لها
سورة الفتح, الآية 23:
سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا

فهل يستوي عند الله من آمن وتعرض للإضطهاد والتعذيب من الذين خلوا من قبل مع من يولد لأبوين مؤمنين دون أن يتعرض للفتن والمحن؟
لا ..سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا
كانوا ستعرضون للفتن لدرجة الشعور بزلزال نفسي يهز كيانهم .هو اختبار من الله ومقياس للصدق عند الله.
سورة الأحزاب, الآية 11:
هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا
سورة البقرة, الآية 214:
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب

تدبروا هذه الآية جيدا هي سؤال استنكاري هل تحسبون؟
هل حقا تظنون؟
أنكم ستدخلون الجنة ولما يأتكم مثل ما قبلكم؟
مستهم البأساء والضراء وزلزلوا؟
حتى تقولوا متى نصر الله؟
هذا هو الإختبار للصدق عند الله.
هي عملية غربلة للصادقين وزلزلة شديدة يمرون بها فإن كان ايمانهم صادقا فسيثبتون إلى أن يأتيهم نصر الله.
سورة الفتح, الآية 23:
سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا

وهذا من عدل الله.
وهذه الفتنة والزلزلة قد تمر بحياة المؤمن أكثر من مرة كما حدث أيضا مع الأولين

لنأخذ على سبيل المثال أبينا إبراهيم عليه السلام

سورة الأنبياء, الآية 68:
قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين

هذه كانت الزلزلة العنيفة الأولى فلما صبر جاءه نصر الله
سورة الأنبياء, الآية 69:
قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم

ثم تعرض لزلزلة أخرى
سورة الصافات, الآية 102:
فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين

وتعرض لزلزلة شديدة ولكنه ثبت وكان نصر من الله أيضا مدهشا كسابقتها
سورة الصافات, الآية 107:
وفديناه بذبح عظيم

وكذلك لو تتبعنا سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام . تعرضوا لمرحلة الزلزلة عدة مرات في حياتهم وثبت الصالحين وبقي المنافقين في خانة الكاذبين.
سورة التوبة, الآية 25:
لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين

وكان نصر الله لهم مدهشا أيضا في كل مرة ثبتوا فيها .
نصرهم في مواطن عديدة.
والفتنة هذه قد تكون في البلاء إلى أقصى درجاته وهو بلاء إبراهيم عليه السلام وسماه الله بالبلاء المبين.

سورة الصافات, الآية 106:
إن هذا لهو البلاء المبين

تصديقه الرؤيا كانت البلاء المبين.
وقد يكون بالنعم الكثيرة جدا إلى أقصى درجاته وهو اختبار سليمان عليه السلام وسماه الله بالفضل المبين
سورة النمل, الآية 16:
وورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين

وكلاهما بلاء شديد واختبار كبير من الله . وقد تتعرض فيه للزلزلة الشديدة يثبت فيها الصادقين فقط .
ويسقط المنافقين في الخلف
وقفة لتأمل شريط حياتك هل مررت بهذه الفتن والإختبارات؟
اختبار البلاء الشديد
أو اختبار النعم الشديد؟
هل وصلت للزلزلة هل سألت الله متى نصر الله؟
ماذا كانت نتيجة اختبارك ؟ هل ثبت حتى جاءك نصر مدهش أم تخاذلت عند الإختبار وانسحبت منه؟

دعوة للتفكر
سورة البقرة, الآية 214:
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب

سورة العنكبوت, الآية 2:
أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *