الدرس العشرين

بسم الله الرحمن الرحيم. وبالمعين أستعين وباسميه العليم والحكيم أسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا

سورة المؤمنون, اﻵ‌ية 97: وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين

سورة المؤمنون, اﻵ‌ية 98: وأعوذ بك رب أن يحضرون

فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين

سورة اﻷ‌عراف, اﻵ‌ية 16: قال فبما أغويتني ﻷ‌قعدن لهم صراطك المستقيم

ابليس يتوعدنا بأنه سيستخدم ما تسبب له بالغواية بنفس اﻷ‌سلوب ليغوينا فما الذي أغواه والذي هو نفسه الذي يحاربنا به
سورة الحجر, اﻵ‌ية 39: قال رب بما أغويتني ﻷ‌زينن لهم في اﻷ‌رض وﻷ‌غوينهم أجمعين

ﻷ‌زينن لهم …* إذن هل أغوته الزينة؟ كيف؟
ما معنى الزينة لغة

هي كل ما يفاخر به تعالوا نرجع للوراء قليﻼ‌ لنرى ما تفاخر به الشيطان

سورة اﻷ‌عراف, اﻵ‌ية 12: قال ما منعك أﻻ‌ تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته ممن طين
سورة ص, اﻵ‌ية 76: قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين

سورة الحجر, اﻵ‌ية 33: قال لم أكن ﻷ‌سجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون

إذن هو تفاخر بخلقته ظن أنها خير من الطين . نحن ﻻ‌ نعلم أي الخلق خير ولكن هو ظن أنه خير وهو سبب رفضه للسجود . ولكن لماذا تفاخر ولماذا رفض ؟
ﻷ‌نه لم يصل بإيمانه لدرجة اﻻ‌ستسﻼ‌م ﻷ‌مر الله مهما كان غير معروفا الحكمة منها .
وهذا الفرق بين الذاكرين لله ذكرا كثيرا وقليلي الذكر
وهذا ما نجده من قليلي الذكر يحكمون رأيهم على رأي ربهم ويفكرون في علة كل حكم ولماذا
وما الحكمة
واذا لم يقتنعوا رفضوا اﻻ‌نصياع
بينما لو ﻻ‌حظنا الصالحين وكيف يكون انصياعهم التام ﻷ‌ي درجة

ما هو البﻼ‌ء المبين الذي وصفه الله في القرآن

سورة الصافات, اﻵ‌ية 102: فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين

سورة الصافات, اﻵ‌ية 103: فلما أسلما وتله للجبين

سورة الصافات, اﻵ‌ية 104: وناديناه أن يا إبراهيم
سورة الصافات, اﻵ‌ية 105: قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين

سورة الصافات, اﻵ‌ية 106: إن هذا لهو البﻼ‌ء المبين

هل سأل خليل الرحمن لماذا يا رب وما الحكمة وماذا فعل ﻷ‌ذبحه وما ذنبه أبدا.. هل سأل اسماعيل لماذا وماذا فعلت وما الحكمة أبدا …انصياع تام

هنا الفرق !

فقليل الذكر لم يكن ليوافق أبدا على أمر كهذا أبدا .

قليل الذكر ليس فقط أنه يحكم رأيه في أحكام الله ولكن أيضا نجده يهتم بالمظاهر والزينة والقشور ﻻ‌ يتعمق وﻻ‌ يتفكر.

سورة اﻷ‌عراف, اﻵ‌ية : قال فبما أغويتني ﻷ‌قعدن لهم صراطك المستقيم

مثل ما أنه لم يتفكر بأن الله هو العليم الحكيم وانصاع لﻸ‌مر واهتم بالمظهر .

مم خلق ومما خلقني نظهر للظاهر فقط . كذلك أقسم بأن يجعلنا ﻻ‌ نتفكر وﻻ‌ نتدبر وقال ﻷ‌قعدن لهم صراطك المستقيم!

فأصبح الناس ﻻ‌ يتدبرون كﻼ‌م الله يمرون عليه مرور الكرام ويهتمون بالتغني به وسماع اﻷ‌صوات الحسنة من قراءه ولكن ﻻ‌ يتدبرون آياته
وكذلك ينظرون لﻶ‌يات الكونية نظرة ﻻ‌ تدبر فيها . ينظرون للظاهر فقط . هذا قمر وهذا نجم وماذا بعد ذلك

ولو أنهم تفكروا وتدبروا واهتموا بما هو أعمق من الزينة والظاهر لعظموا الله وأخذوا أوامره بﻼ‌ تردد.

سورة الحجر, اﻵ‌ية 39: قال رب بما أغويتني ﻷ‌زينن لهم في اﻷ‌رض وﻷ‌غوينهم أجمعين

لذلك هو يركز على الزينة . فما هي الزينة التي يركز عليها

سورة الكهف, اﻵ‌ية 46: المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أمﻼ‌

واستخدم اﻷ‌مل بالخلد والملك الذي ﻻ‌ يبلى ليسيطر على تفكيرنا وجرنا للزينة
سورة طه, اﻵ‌ية 120: فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك ﻻ‌ يبلى

فكل وسوسته هي كلمات لتزيين الدنيا لنا واشعارنا أننا خالدين والموت بعيد. واشعارنا أن ما نملكه لن يذهب وأنه دائم
فنتعلق بالدنيا وننسى اﻵ‌خرة. ننسى أن الخلد في اﻵ‌خرة وأن في الجنة ملك دائم
سورة النساء, اﻵ‌ية 118: لعنه الله وقال ﻷ‌تخذن من عبادك نصيبا مفروضا

سورة النساء, اﻵ‌ية 119: وﻷ‌ضلنهم وﻷ‌منينهم وﻵ‌مرنهم فليبتكن آذان اﻷ‌نعام وﻵ‌مرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا

فليغيرن خلق الله… اهتمام بالمظاهر وعدم الرضا بخلق الله تعلقنا بالزينة التي هي غير ضرورية وتركنا اللباس الذي هو الضروري ولباس التقوى هو خير

سورة اﻷ‌عراف, اﻵ‌ية 27: يا بني آدم ﻻ‌ يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث ﻻ‌ ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين ﻻ‌ يؤمنون

(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) [سورة اﻷعراف : 26]

سورة اﻷ‌عراف, اﻵ‌ية 27: يا بني آدم ﻻ‌ يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث ﻻ‌ ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين ﻻ‌ يؤمنون

ينزع عنهما لباسهما و عالم الشهادة يقرب لنا عالم الغيب
اذا نزعنا لباس التقوى تلقائيا يبدأ التعري الفعلي من المﻼ‌بس ..عﻼ‌قة طردية
إذا اهتمينا بالزينة والمظاهر تلقائيا يقل اهتمامنا بالستر عﻼ‌قة طردية

نأتي اﻵ‌ن ﻷ‌سلوبه للوسوسة قلنا أنها كلمات
سورة اﻹ‌سراء, اﻵ‌ية 64: واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في اﻷ‌موال واﻷ‌وﻻ‌د وعدهم وما يعدهم الشيطان إﻻ‌ غرورا

إذن وسوسته كلمات . في الحل والترحال* خيلك ورجلك .. يوسوس لنا في زينة الحياة الدنيا وما يفاخر بها .ما كان سببا في غوايته التفاخر
باﻷ‌موال
واﻷ‌وﻻ‌د ويعدهم معها بالخلد وملك ﻻ‌ يبلى حتى يرتاحوا ويستمروا فيه

سورة اﻹ‌سراء, اﻵ‌ية 62: قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة ﻷ‌حتنكن ذريته إﻻ‌ قليﻼ‌
ﻷ‌حتنكن ذريته …ما معناها؟
الحنك هو الفكين العلوي والسفلي من الباطن . إذن المشكلة هي الفم

وهل يكب الناس في النار إﻻ‌ حصائد ألسنتهم

إما أن تشغله بالذكر الكثير فيحفظك الله من الوسوسة والشيطان ًوإما أن تترك الذكر فيقيض الله عليك الشيطان

سورة الزخرف, اﻵ‌ية 36: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين

إذا كان لك الشيطان قرين فساء قرينا معناها الفم سينطق بكل ما يكبك في النار .
أغلب المعاصي تبدأ فعليا بالكﻼ‌م تترك كﻼ‌م الذكر يبدأ كﻼ‌م الشيطان

يبدأ كﻼ‌م الشيطان غيبة .نميمة. حض على البغي . أمر بالمنكر . نهي عن معروف .كذب …… إلى آخره
فكروا في أي معصية ستجدون للكلمات دور كبير في تصغيرها لك وتشجيعا لك في اﻻ‌ستمرار فيها
عقوق الوالدين….كلمات أف.
الزنا….هيت لك
القتل …بعد استفزاز كﻼ‌مي
فعطروا أفواهكم بالذكر الكثير حتى ﻻ‌ يلجمها الشيطان فيقودكم بكلماته لمعصية الله . فيزين لكم الزينة وتتركوا لباس التقوى ويمنيكم بطول اﻷ‌مد والملك الخالد

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ‌ إله إﻻ‌ أنت أستغفرك وأتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *