بسم الله الرحمن الرحيم . وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم أسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
سورة يونس, الآية 22:
هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين
هذه الآية تحكي نوعا من أنواع الضر وهو العذاب المحيط وهو من أنواع العذاب الأدنى في الدنيا .
سورة السجدة, الآية 21:
ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون
وهذه القصة تتكرر كثيرا وقل من لم يمر بها أو رأى أو سمع بأحد مر بها من المحيطين به
عذاب يحيط به حتى يظن أنه يرى الموت قادما فيدعو ربه مخلصا له الدين أن ينجيه دعاء المضطرين فينجيهم لعلهم يرجعون
سورة يونس, الآية 22:
هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين
فإذا كان الإنسان عاصيا وأراد له ربه أن يرجع سيره إلى الضر.
سواء في البر أو في البحر أو حتى في الجو الآن بعد اختراع الطائرات
هو ..الله
هو الذي يسيركم في البر والبحر
هو من يجعلك تسير إلى ذلك المكان بإختيارك.
قد تختار أن تذهب لنزهة بحرية على قارب أو عبارة أو باخرة أو طائرة أو حتى وسائل النقل البرية
ولكن لا تعلم أن الله هو الذي يسيرك في الواقع لتتجه مباشرة إلى ضرك!
الغريب أنك تتجه إليه وأنت فرحان ولا تعلم ما القادم لك
هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها ..
يستدرجك من حيث لا تعلم ويجرك بعيدا عن الأمان
سورة الأعراف, الآية 182:
والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون
سورة الأعراف, الآية 183:
وأملي لهم إن كيدي متين
كيده متين ..تخيل أنك أنت من دفعت وخططت للرحلة هذه وذهبت سعيدا برجليك إليها ورتب ربك الريح لتستدرجك إلى العمق بعيدا.
جاءتها ريح عاصف …ربما يصيبك القلق هنا ولكن لا تصل للإخلاص
سورة يونس, الآية 22:
هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم…..
هنا تنقطع كل الأسباب ويبقى التعلق بواحد أحد صمد يعلمون أنه لا ينجيهم غيره!
فيصلون إلى الإخلاص أنه هو الله أحد الله الصمد لا كفوا له
لن ينقذهم غيره
فيدعونه مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين.
يقطعون وعدا لله أن يكونوا من الشاكرين ..ولكن أكثر الناس بمجرد نجاتهم من الضر المحيط يشركون به
سورة الروم, الآية 33:
وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون
يشركون به الأسباب المادية التي رأوا أنها أنجتهم أو الأشخاص الذين سخرهم الله لإخراجهم
سورة يونس, الآية 23:
فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون
قطعوا له وعدا لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين ثم أخلفوا الوعد وعادوا لبغيهم.
الذي حصل هو أنهم قللوا من فرصهم من العذاب الأدنى وأنهم اقتربوا من عذاب الهلاك.
لأنه قادر بعد إخراجهم أن يعيدهم للبحر مرة أخرى ولكن ليغرقهم هذه المرة!
سورة الإسراء, الآية 67:
وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا
سورة الإسراء, الآية 68:
أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا
سورة الإسراء, الآية 69:
أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا
أكثر من يمرون بهذه الحالة يصابون تلقائيا بالخوف من العودة وقد يقسمون أنهم لن يعودوا لمكان ضرهم فإذا أخلفوا الوعد سيرهم الله مرة أخرى فرحين أيضا ولكن هذه المرة يغرقهم بما أخلفوا الوعد!
أو ان يسيرهم في البر هذه المرة ويصيبهم الهلاك على البر بحادث يختاره ربه.
واخلاف الوعد مع الله مصيبة وهي بذرة النفاق
سورة التوبة, الآية 75:
ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين
سورة التوبة, الآية 76:
فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون
سورة التوبة, الآية 77:
فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون
اخلاف الوعد مع الله يزرع النفاق في القلب إلى يوم يلقونه إذا لم يتوبوا ويوفوا بوعودهم معه
وهذه الوعود ليست فقط في العذاب المحيط ولكن قد يكون في أمور أخرى لنتذكر ما وعدنا به ربنا .
يا رب إن نجحت لأفعلن كذا
يا رب لئن زوجتني لأفعلن كذا
يا رب لئن رزقتني وظيفة لأفعلن كذا
يا رب لئن رزقتني …..لأفعلن كذا
فكروا ماذا وعدتم الله ؟ ثم عندما آتاكم نسيتم وعودكم؟
سورة التوبة, الآية 75:
ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين
نفكر ونجتهد في التذكر خوفا من أن يكون اخلاف الوعد أعقبه نفاقا في قلوبنا لأن مرض النفاق لا يعلم مريضه أنه مصاب به فلا يشعر ولا يعلم
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك