الدرس السادس عشر
بسم الله الرحمن الرحيم. وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
سورة الروم, الآية 20:
ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون
بدأ خلق الإنسان من تراب
سورة غافر, الآية 67:
هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون
وهذه هي مراحل خلق الإنسان وهي تشبه كثيرا خلق النبات. كيف ذلك؟
لو أننا نتتبع مراحل خلق النبات مع مراحل خلق الإنسان نجد تشابها غريبا يقترب من التطابق وقد شبه الله ذلك أيضا في القرآن
سورة الزخرف, الآية 11:
والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون
هنا يشبه انبات الزرع بماء السماء كالبعث يوم القيامة وخروج الناس من قبورها
سورة فصلت, الآية 39:
ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير
وهنا أيضا شبه عملية الإنبات بعملية الإحياء
سورة الحج, الآية 5:
يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج
وهذه الآية أيضا يتحدث فيها عن مراحل خلقنا وفي نهايتها يتحدث عن الإنبات .
ما السر؟!
تعالوا نتأمل الإثنين ونركز على المقارنة بين الإثنين
إذا شاهدت فيديو لمراحل خلق الإنسان وهو متوفر على الشبكة العنكبوتية ستشاهد الآتي:
المرحلة الأولى لخلق الإنسان
الدفقة وهو الماء المهين بمئات الملايين من النطف التي تسعى وتسرع في باطن الرحم متجهة للبويضة لتخصيبها.
المرحلة الأولى للإنبات
نزول الماء من السماء بملايين الذرات من المياه تسعى في باطن الأرض تتجه للبذرة لتوصل لها ماء الحياة.
المرحلة الثانية لخلق الإنسان
تتحرك البويضة المخصبة لتدفن وتنغرس في بطانة الرحم وأول ما يخرج منها هو ما يشبه الجذور لتتعلق ببطانة الرحم لتتحصل على الغذاء منه
المرحلة الثانية للنبات
البذرة المغروسة في باطن الأرض بعد وصول الماء إليها تتثبت في الأرض وأول ما يخرج منها بعد أن يفلقها ربي هو الجذور لتمتص غذاءها من الأرض
المرحلة الثالثة لخلق الإنسان
بعد أن تتشبث بالرحم ينبت ما يشبه الساق وهو الحبل السري الذي بنهايته الجنين في مرحلة العلقة.
المرحلة الثالثة للنبات
يخرج الساق وفي نهايته تبدأ الأوراق وينمو النبات ويكتمل
كما يكمل الجنين نموه إلى أن يحين الوقت للخروج وخروجه تذكير آخر بالنبات
لنقرأ الآيات مرة أخرى أولا
سورة فصلت, الآية 39:
ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير
إذا نزل الماء على الأرض وهي خاشعة اهتزت وربت بمعنى ارتفعت قليلا
عند الولادة ينزل ماء الرحم ويهتز بانقباضات متواصلة حتى يخرج الجنين ساجدا ضعيفا جدا ييسر الله له السبيل للخروج .
وماء السماء ينزل فتهتز الأرض وكل يوم يسقيها ربي ماءا وهي تهتز حتى تخرج النبتة أيضا بوضعية السجود ضعيفة جدا لا تملك خروجها فييسر الله لها السبيل ويشق الأرض لها وتخرج
سورة فصلت, الآية 39:
ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير
والنبتة أيضا تثمر وتخرج حبوبا تعود للأرض لانباتها
وكذلك أنت يا إنسان تموت وتبقى وتزرع في الأرض وتصبح ترابا ولا يبقى منك إلا بذرتك حتى يأتي يوم ينزل فيه الماء فتخرج من الأرض كالنبات تماما
سورة الزخرف, الآية 11:
والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون
نعم كذلك تخرجون بنفس الطريقة!
سورة غافر, الآية 67:
هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون
وكذلك الإنسان يمر بمراحل ضعف ثم قوة ثم شيخوخة وموت قد يأتي في أي مرحلة من مراحله.
كذلك النبتة تبدأ ضعيفة جدا ثم يقوى سوقها ويكبر وتتقوى ثم تشيخ وتموت أيضا وقد تموت في أي مرحلة من مراحلها كذلك
وإذا نظرت وتفكرت في النبات ستجده أصنافا وأشكالا وألوانا وأذواقا وكلما تفكرت فيها ستذكرك بالإنسان باختلاف ألوانهم وألسنتهم وأخلاقهم وطباعهم وأطوالهم وأعمارهم وووووو…..
نباتات مثمرة وغيرها لا تجد منها إلا الشوك
نباتات ظليلة وأخرى تستظل بغيرها
نباتات طفيلية وبعضها غير ذلك
نباتات متسلقة وغيرها لا
نباتات ذوات رائحة بلا ثمر
أو ثمر بلا طعم
أو ثمر سام
نباتات لا نفع منها ونباتات مباركة
نباتات قصيرة وأخرى شامخة
كذلك أصناف البشر