بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.نتفكر اليوم في نعمة قل من يشكرها ونسأل الله أن نكون من هؤلاء القلة.هي نعمة أوجدها الله لنا لأنه يعلم ضعفنا.(یُرِیدُ ٱللَّهُ أَن یُخَفِّفَ عَنكُمۡۚ وَخُلِقَ ٱلۡإِنسَـٰنُ ضَعِیفࣰا)[سورة النساء 28]وهي نعمة أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.(وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۤ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ)[سورة الأعراف 42]نعمل ما تستطيعه هذه النفس وما لا تستطيعه فلا يكلفنا إياه.(وَلَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ وَلَدَیۡنَا كِتَـٰبࣱ یَنطِقُ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ)[سورة المؤمنون 62]فمثلا في الصيام يستطيعه الأغلبية ولكن هناك فئة يكون الصيام فوق وسعها لذلك فإن الله جعل لهم الرخصة في الإفطار لأنه لا يكلف نفسها إلا وسعها.(أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَ ٰتࣲۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِیضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَیَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِینَ یُطِیقُونَهُۥ فِدۡیَةࣱ طَعَامُ مِسۡكِینࣲۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَیۡرࣰا فَهُوَ خَیۡرࣱ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُوا۟ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ)[سورة البقرة 184]وفي فريضة الحج فإنه لم يكلف نفسا إلا وسعها وجعلها فرضا فقط لمن استطاع إليه سبيلا.(.. وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَیۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَیۡهِ سَبِیلࣰاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِیٌّ عَنِ ٱلۡعَـٰلَمِینَ)[سورة آل عمران 97]وفي الصلاة جعل أداؤها بما نستطيعه قائمين أو جالسين أو على جنوبنا كل حسب ما تستطيعه نفسه فلا تكلف نفس إلا وسعها.الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعمران بن حصين : صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب . رواه البخاريوأما قيام الليل فأيضا جعله بما تستطيعه النفس فهناك مرضى ومسافرون ومقاتلون في سبيل الله لا يكلفهم الله فوق وسعهم فإن لم يستطع الصلاة فبتلاوة ما تيسر له بحسب استطاعته.(.. عَلِمَ أَن سَیَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ یَضۡرِبُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ یَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ یُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُوا۟ مَا تَیَسَّرَ مِنۡهُۚ.. )[سورة المزمل 20]وهناك من هو فقير مكلف برعاية يتيم ولا يكلفه الله إلا وسعه فأذن للفقير أن يطعم اليتيم من ماله بقدر حاجته(وَلَا تَقۡرَبُوا۟ مَالَ ٱلۡیَتِیمِ إِلَّا بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ یَبۡلُغَ أَشُدَّهُۥۚ وَأَوۡفُوا۟ ٱلۡكَیۡلَ وَٱلۡمِیزَانَ بِٱلۡقِسۡطِۖ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۖ وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُوا۟ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ وَبِعَهۡدِ ٱللَّهِ أَوۡفُوا۟ۚ ذَ ٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ)[سورة الأنعام 152]أيضا الرجل الذي يطلق زوجته فعليه النفقة ولكن دون أن يكلفه الله إلا وسعه.(۞ وَٱلۡوَ ٰلِدَ ٰتُ یُرۡضِعۡنَ أَوۡلَـٰدَهُنَّ حَوۡلَیۡنِ كَامِلَیۡنِۖ لِمَنۡ أَرَادَ أَن یُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَۚ وَعَلَى ٱلۡمَوۡلُودِ لَهُۥ رِزۡقُهُنَّ وَكِسۡوَتُهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ لَا تُكَلَّفُ نَفۡسٌ إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَا تُضَاۤرَّ وَ ٰلِدَةُۢ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوۡلُودࣱ لَّهُۥ بِوَلَدِهِۦۚ وَعَلَى ٱلۡوَارِثِ مِثۡلُ ذَ ٰلِكَۗ فَإِنۡ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضࣲ مِّنۡهُمَا وَتَشَاوُرࣲ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡهِمَاۗ وَإِنۡ أَرَدتُّمۡ أَن تَسۡتَرۡضِعُوۤا۟ أَوۡلَـٰدَكُمۡ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡكُمۡ إِذَا سَلَّمۡتُم مَّاۤ ءَاتَیۡتُم بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ)[سورة البقرة 233](لِیُنفِقۡ ذُو سَعَةࣲ مِّن سَعَتِهِۦۖ وَمَن قُدِرَ عَلَیۡهِ رِزۡقُهُۥ فَلۡیُنفِقۡ مِمَّاۤ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُۚ لَا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا مَاۤ ءَاتَىٰهَاۚ سَیَجۡعَلُ ٱللَّهُ بَعۡدَ عُسۡرࣲ یُسۡرࣰا)[سورة الطلاق 7]سبحان الله حتى أنه سبحانه أرشدنا للدعاء وعلمنا ان نسأله أن لا يكلفنا فوق وسعنا.(لَا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَیۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَاۤ إِن نَّسِینَاۤ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَیۡنَاۤ إِصۡرࣰا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَاۤۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ)[سورة البقرة 286]تخيلوا لو لم يرزقنا الله هذه النعمة!تخيلوا التعب والعذاب الذي كنا سنتكبده لأداء ما هو فوق وسعنا هذا إن استطعنا أداؤه.تخيلوا الخوف من العذاب إن لم نتمكن من الأداء وقد نصل لليأس والقنوط والعياذ بالله فالحمد لله على هذه النعمة.كيف نشكر الله على هذه النعمة؟١- أن نقوم بما أوجب الله حقا بما تستطيعه النفس ولا ندعي عدم القدرة بالتحايل على من يعلم سرنا ونجوانا..٢- أن نستغل صحتنا قبل مرضنا وقوتنا قبل ضعفنا وغنانا قبل فقرنا وعلمنا قبل جهلنا بكبر السن.٣- أن نستشعر ضعفنا وقوة الله وفقرنا وغنى الله وقلة حيلتنا وقدرة اللهسبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.