تدبر سورة النساء الآية 93

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)

أجمع العلماء على أن القتل العمد من كبائر الذنوب، بل قالوا أن القتل العمد هو أكبر جريمة في الوجود، والأحاديث في الوعيد لمرتكب هذه الكبيرة كثيرة جدا، منها قول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- “لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم “.
ويقول الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- “لا يَزَالَ المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ، ما لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا”

وقد توعد الله تعالى مرتكب هذه الكبيرة بخمس، فقال تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) كأن هناك عذاب عظيم آخر غير عذاب جهنم.
وهذا الوعيد الشديد في حالة عدم التوبة، يعنى اذا مات القاتل دون أن يتوب عن هذا الذنب.
أما اذا تاب القاتل، فأمره الى الله تعالى ان شاء تاب عليه، وان شاء عذبه.

اذن هناك قتل خطأ وقد ذكر الله حكمه في الآية السابقة، وهناك قتل عمد وهو الذي يعبر عنه في القانون بسبق الاصرار والترصد، وقد ذكر الله حكمه في سورة البقرة، يقول تعالى (يـا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ …. الى آخر الآية)
يقول العلماء هناك نوع آخر من القتل، وهو القتل شبه العمد، وصورته أن يضرب شخص آخر وهو لا يقصد أن يقتله فيقتله، وحكمه اذا كانت الآلة المستخدمة في الضرب تقتل غالبًا، كمن يضرب آخر بحديدة مثلًا، فانه يأخذ حكم القتل العمد وهو القصاص، واذا ضربه بشيء لا يقتل الا نادرًا، كمن ضرب بيده، أو بسوط فيكون حكمه حكم القتل الخطأ وهو الدية

سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
منقول من موقع وائل فوزي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *