بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
نتعلم اليوم باذن الله التعامل مع آيات القصص في القرآن الكريم. وذلك بأخذ العبرة من كل آية منها.
عملا بقوله تعالى:
(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
[سورة يوسف 111]
إذن آيات الله التي بها القصص فيها تصديق للقرآن يعني نجد فيها مثلا تصديق آيات السنن حيث تسري على الجميع ونجد التطبيق العملي لأوامر الله والإنتهاء عن نواهييه ونجد الأنبياء يتخلقون بأخلاق القرآن.
ونرى كيف انطبقت على الصالحين السنن ووعود الله ونرى كيف انطبق وعيد الله على الكافرين والغافلين.
ونجد تفصيلا لكل شيء مثلا نجد آية فيها أمر ولكن التطبيق العملي نجده في قصة من قصص القرآن.
مثال :
(وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا)
[سورة اﻹسراء 53]
قد يتساءل القارئ عن الكيفية فيجدها تطبيقا عمليا مفصلا في قصة يوسف عليه السلام مع اخوته.
ونجد الهدى بالتأسي بمن هداهم الله من خلال قصصهم وما أخبرنا الله عن أفعالهم. ونجد الرحمة أيضا بالإنصات وبأخذ العبرة وتطبيقها في حياتنا.
إذن كيف نأخذ العبرة من آيات القصص؟ وكيف نتعامل مع هذا النوع من الآيات؟
سنأخذ بعض الأمثلة بإذن الله:
مثال 1
(قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ * قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)
[سورة يوسف 91 – 92]
نستخرج ذكر الله في الآية:
(تالله، آثرك، الله، يغفر، الله، أرحم، الراحمين)
نقرأ الآية بصوت مسموع مركزين أثناءها على ذكر الله.
نستخرج العبرة أو الفائدة التي ننتفع بها من الآية
مثلا: مهما كنت عالي القدر سواء عند الناس (عزيز مصر) أو عند الله (نبي) عليك أن تسامح وتعفو وتغفر عمن أساء إليك ولو كانوا أعز الناس إليك وتسمعهم الكلمة الطيبة الحسنة. ولو كانت إساءتهم مستمرة لعقود من الزمن. ولو كانوا في حالة ضعف وخضوع بين يديك. و لو كنت قد تضررت كثيرا بسببهم.
يمكنك استخراج عبر وفوائد عديدة من آية واحدة.
ثم نعمل بالعبرة في حياتنا ونبلغها للناس.
نأخذ مثالا آخر:
يقول الله تعالى:
(إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ)
[سورة القلم 17 – 19]
نستخرج ذكر الله في الآية:
(إنا، بلوناهم، بلونا، ربك)
نقرأها بصوت مسموع مركزين على ذكر الله فيها.
نأخذ العبرة من هذه الآيات
مثلا: أن لا نبات على نية سيئة مصرين أن نقوم بها صباحا أو في اليوم التالي وإلا أصبت بسوء يمنعني من تنفيذ تلك النية السيئة.
مثلا لا أبات وأنا على نية أنني صباحا سأذهب لإهانة زميل أو زميلة وأعقد العزم على ذلك فقد أصاب بسوء يمنعني من الذهاب للعمل وتنفيذ تلك النية.
آخذ العبرة وأعمل بها وأبلغها لغيري.
مثال آخر:
يقول الله تعالى:
(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا)
[سورة الكهف 42]
نستخرج ذكر الله فيها:
( بربي)
نأخذ العبرة من الآية:
مثلا أن لا أشرك نفسي مع الله في حصول أي نعمة وإلا فإن الله سيذكرني بملكه للنعمة بأن يستردها مني وأبقى متحسرا ملوما.
دوما تذكروا أنكم تستطيعون استخراج الكثير من العبر من آية واحدة من آيات القصص وهذا من إعجاز القرآن.
ثم آخذ العبرة وأعمل بها وأبلغها لغيري.
مثال آخر:
(قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا)
[سورة الكهف 95]
نستخرج ذكر الله من الآية:
( مكني، ربي)
أقرأ الآية بصوت مسموع وأركز على ذكر الله.
آخذ العبرة من القصة.
مثلا : ضرورة التعاون مع الحاكم بقوة لدرء المفاسد وعدم الإكتفاء بالنظر والتفرج ولكن بتبليغ السلطات عن المفسدين في الأرض. والحاكم يفعل ما يمكنه فيه ربه من خير. كذلك الأمر مع المسؤولين الآخرين (الوالدين، مدراء المدارس والجامعات، الوزراء، وووو)
آخذ العبرة وأعمل بها وأبلغها لغيري.
الآن حان دوركم في التطبيق..
تمرين:
قال الله تعالى:
(وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
[سورة يوسف 100]
استخرج من الآية الكريمة 3 عبر على الأقل اكتبها بالترتيب مرقمة ثم أرسلها في تعليقات هذا الدرس.
بهذه الصيغة:
نستخلص من هذه الآية العبر التالية:
1- ……
2- …….
3-……..
أنتظر تطبيقاتكم…
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.