بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
نكمل اليوم معا كنز (ضمان الحسنات من الضياع) بتعلم محبطات الأعمال وتجنبها لنجد أعمالنا الصالحة حاضرة لنا يوم القيامة ولا نتفاجأ بإفلاسنا.
من محبطات الأعمال التكذيب بالآيات واليوم الآخر.
( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ ((حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ)) هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
والتكذيب بالآيات إنما يكون بانكار آية ورفض العمل بها فيحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله والأسوأ هو أن يدعو الناس ليفعلوا كما يقول هو.
مثل تحليل الخمر وتحليل ترك الحجاب للمرأة وغيره…
وأيضا من محبطات الأعمال هو التكذيب بلقاء الآخرة وعدم العمل لذلك اليوم لريب يسكن في القلب وربما دون التلفظ به مثل التفكير: هل حقا سنبعث وهل حقا سنحاسب وهل حقا هناك جنة ونار؟ فلا يعمل للآخرة ولا يستعد لها بسبب هذا الريب الذي في قلبه.
من محبطات الأعمال أيضا هو حب الدنيا والركون إليها والتعلق والإشتغال بها ونسيان العمل للآخرة.
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ ((وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا)) وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
[سورة هود 15 – 16]
وكذلك الخوض والتمتع بها مع الخائضين فيها والمتمتعين.
كأن أقول كل الناس يفعلون هذا فلماذا لا أفعل فأخوض معهم كما خاضوا في تعلقهم بالدنيا.
(كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ۚ ((أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)) ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
[سورة التوبة 69]
من محبطات الأعمال أيضا هو الصد عن سبيل الله كمنع الناس من اتباع الصراط المستقيم ومحاولات صرفهم أو ثنيهم عن عبادة ما أو تحريضهم على عدم العمل بها. فهم بذلك يخالفون الله و الرسول وهذا معنى أنهم يشاقون الله ورسوله.
((إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىٰ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا ((وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ))
ومن محبطات الأعمال أو تحديدا مبطلات أجر الصدقات هو المن والأذى والرياء.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ((لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم)) بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ..)
أيضا هناك حديث خطير جدا للرسول عليه الصلاة والسلام يبين لنا أمرا يفلسنا من رصيدنا من الحسنات وهو.
(( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ ، فَقَالَ : إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ))
[مسلم عن أبي هريرة]
وكم انتشرت في الأمة هذه الذنوب التي انطلقت في الألسنة ووسائل التواصل كتابة بغير كابح يكبحهم فالغيبة والسب والشتم والقذف أصبح مليئا في المجتمع بحيث لا ندري هل بقيت لنا حسنات؟؟؟!!!
ربما يكون كنز ضمان الحسنات ثقيلا على النفس حيث يكشف بعض الخلل في أنفسنا ولكن بدون هذا الكنز نخسر كنزا أغلى ولا يقدر بثمن وهو الجنة.
فإن كنت راغبا حقا في التمسك والفوز بهذا الكنز الذي لا غنى عنه فاتبع سببا وتابع الدرس القادم..
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.