الدرس الثالث عشر

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

كنز اليوم من أعظم الكنوز فهو ليس كنزا فانيا وإنما هو كنز باق إلى الأبد إن حصلنا عليه باتباع ما أنزل الله بهذا الخصوص.

كنز اليوم هو كيف تحافظ على أعمالك الصالحة والمحافظة على الحسنات أن لا تذهب هباء منثورا وننصدم يوم القيامة أننا مفلسون والأسوأ أن نجد أنفسنا محملون بالخطايا التي لم نفعلها!!!
ونجد أننا من أصحاب الآيات التالية:

(مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ)
[سورة إبراهيم 18]

(وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)
[سورة الفرقان 23]

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)
[سورة النور 39]

(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا)
[سورة الكهف 103 – 105]

والعياذ بالله.

كنزنا لليوم هو بطاقة ضمان للحفاظ على حسناتنا.

لنبدأ بالغوص عميقا لمعرفة محبطات الأعمال والأعمال التي تفلسنا وتحملنا الأوزار.

أهم عمل خطير يحملك أوزارا لم تفعلها فوق أوزارك هو قتل المؤمن متعمدا!!
تأملوا معي..

(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * ((((إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ)))))
[سورة المائدة 27 – 29]

وتأملوا أيضا..
(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)
[سورة النساء 93]

تخيلوا!!
أوزارنا وحدها نخاف أن تدخلنا النار إن لم يكفرها الله لنا فكيف بحمل وزر شخص آخر أو أكثر؟؟؟؟
فلا يصح أن نقتل متعمدين من يشهد أن لا إله إلا الله محمدا رسول الله ويصلي للكعبة ويحج إليها ويصوم رمضان ولكي نحلل قتله نطلق عليه كلمة كافر لنتحايل على الله ونحلله لأنفسنا كما فعل أصحاب السبت فمسخهم الله بكفرهم!!
فمن قتل من قال ربي الله ودعا الناس للدين وأمرهم بالقسط تحبط أعمالهم.

(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ (((وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ))) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ (((حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ))) وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ)
[سورة آل عمران 21 – 22]

الطريقة الثانية لحفظ الحسنات أن لا نرتد عن الدين فنصبح منافقون أو كافرون!!

((( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ))) فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ ((حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)) ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
[سورة البقرة 217]

فالمنافقون تحبط أعمالهم..

(وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ ((إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ)) ۚ (((حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ)))
[سورة المائدة 53]

ومن علامات النفاق الخطيرة هو ما جاء قبل الآية السابقة مباشرة وهي:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ((لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)) ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ ((فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ)) إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى ((الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ)) يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)
[سورة المائدة 51 – 52]

وهذا موضوع خطير جدا وهو موالاة اليهود والكفار بمعنى اتخاذهم حلفاء لهم من دون المؤمنين فإن حكم الله عليهم أنهم منهم وأنه محبط للأعمال!!!

من محبطات الأعمال أيضا الرياء وهي أيضا من صفات المنافقين وهم أيضا الفاسقين.

(قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ ۖ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا ((فَاسِقِينَ)) * (((وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ))* إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ)
[سورة التوبة 53 – 54]

والفسق هو الإصرار على معصية والخروج عن طاعة الله إلى معصيته سواء كانت معصية واحدة أو أكثر المهم أن يكون هناك إصرار.

المهم أن الفاسق يغضب الله بمعصيته له فهو يتبع سخط الله ولا يتبع رضوانه وهذا محبط للعمل.

(ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ ((فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ))
[سورة محمد 28]

ويقع ضمنهم من كرهوا أمرا من أوامر الله فرفضوه ورفضوا العمل به كأن يقولوا هذا من الجاهلية وهذا غير مقنع وهذا لا يمكن فعله في زماننا هذا ولا يناسب الموضة والتطور أو لا يناسبني كشاب ربما عندما أكبر.

(ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ((فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ))
[سورة محمد 9]

ومنه أيضا أن تقول عن قول للرسول عليه الصلاة والسلام أنه غير مقنع وغير مناسب وتقول أنا أرى أنه كان من الأفضل أن يقول كذا وكذا. بمعنى يقدم رأيه على رأي الرسول ويرفضه.

(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ((لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)) ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ ((أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ))
[سورة الحجرات 1 – 2]

ومن المحبطات الخطيرة هو الشرك بما فيه الشرك الخفي إذا عرفه و أصر عليه.

(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ ((لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ)) وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
[سورة الزمر 65]

هذه محبطات تضيع كل ما تجتهد في فعله الليل والنهار وهناك مزيد فتابعنا في الدرس القادم…

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *