بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة إنه هو العليم الحكيم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
يستعد الحجيج المتمتعين بالحج في صباح هذا اليوم للاحرام والتوجه للمبيت في منى.
ونحن هنا سنحلق بقلوبنا معهم وسنجتهد ونجاهد أنفسنا ونبذل جهدا مقاربا لما سيبذله الحجيج في هذا اليوم يوم التروية.
كيف؟
أولا: سنجتهد بقيام ليل طويل نتزود فيه بالنور والطاقة الغيبية التي ستعيننا على الجهد من تدبر القرآن.
سنبيت لربنا الليلة سجدا وقياما.
(وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)
[سورة الفرقان 64]
سنتلو آيات الله آناء هذه الليلة
(لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ ((يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ))
[سورة آل عمران 113]
فكل ذلك سيعيننا على الإحسان صباحا.
(تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ((وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ))
[سورة السجدة 16]
ثانيا: في حين يطوفون هم حول الكعبة طواف الحج دعونا نطوف اليوم حول الوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين والجيران والعمال الوافدين الفقراء لنحسن إليهم بما نستطيعه سواء بدنيا أو ماديا أو بالكلمة الطيبة أو إعطائهم من وقتك لتسعى في حاجاتهم.
(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ (((إِحْسَانًا)) وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا)
[سورة النساء 36]
طف عليهم واسعى في حاجاتهم كما سيسعى الحجيج بين الصفا والمروة واجتهد في ذلك كما يجتهدون هم.
حلق بقلبك هناك واستشعر لذة الإحسان.
ثالثا: بصيام هذا اليوم تنفلا وتقربا إلى الله عز وجل.
فلا طعام ولا شراب ولا معاصي ولا قص شعر ولا أظافر ( لمن أراد التضحية)
لنستشعر أن صيامنا عن هذا كله وامساك أنفسنا عن أي معصية هو طلب وسعي للتقوى.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ ((الصِّيَامُ)) كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ((لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))
[سورة البقرة 183]
لنستشعر ما يشعرونه في إحرامهم. فكما يقلقون هم على احرامهم أن ينتهك سنقلق نحن على صيامنا أن يفسد.
وقد يبتليك الله عز وجل بأن يجعل بعض المعاصي في متناول اليد ليبتليك ويرى تقواك في الغيب كما يبتلي المحرمين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ((لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّه))ُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ ((تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُم))ْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ ((مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ)) ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
[سورة المائدة 94]
رابعا: صل جميع صلواتك اليوم ما استطعت في المسجد جماعة واجلس لذكر الله بعدها ولو لعشر دقائق .
(رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)
[سورة النور 37]
ومن بادر لعقد حلقة ذكر فقد جاء بأحسن القول .
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
[سورة فصلت 33]
هو يوم تروية يتزود فيها الحجيج بالزاد بما يعينهم لقضاء ليلة عرفة وليالي أيام التشريق.
ونحن سنجتهد بإذن الله بالتزود بالتقوى وبالإحسان إلى الناس بما يعيننا على بذل الجهد في يوم عرفة.
لنتسابق إخوتي الليلة وغدا دعونا لا ننقص عن الإنفاق لسبع وعن السعي في حاجة سبع وعلى الصيام.
لنتسابق في مجالس الذكر على الأقل بادر ولو في بعد صلاة الفجر أو العصر.
(سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)
[سورة الحديد 21]
تخيل لو أنك مع الحجيج كيف سيكون جهدك ؟
تابعونا…
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.