🌴بسم الله الرحمن الرحيم🌴
🌿وبالله نستعين 🌿
بمشية الله تعالى لا يزال حديثنا عن النعم لكي تترسخ بأفئدتنا عبادة ذكر نعم المنعم العظيم علينا ومن النعم التي لا يستشعر العبد قدرها وهي
نعمة الهداية
﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ )(البقرة : 256)
سبحان الله رب العالمين لا يريد إيمان بدون رغبة صادقة وحب من أعماق قلب العبد بمعنى انت يا عبدالله ويا أمة الله لن يجبرك ربك على الدين وإنما اذا كانت هناك رغبة وسعي حثيثا وبحث عن هذا الدين سوف يفتح الله لك ويهديك هل تعرفون لماذا ذلك لأن الله يريد أن يعبد عن حب وليس عن كره ولو كان كذلك لنتأمل هنا
👇🏻👇🏻
{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس : 99]
رب العالمين لديه القدرة المطلقة أن يؤمن الجميع ولكن رب العالمين يريد لنا إيمانا راسخا عن قناعة في القلب إيمانا يسعدنا في الدنيا والآخرة ليس إيمانا هكذا بدون إحساس أو امتزاج الروح به لذلك إجبار الناس على الإيمان منافي لسنة الله في خلقه وقد خاطب الله نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا التوجيه الرباني
﴿ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾(البقرة : 272 )
بمعنى أن مهمة الأنبياء والمرسلين عليهم السلام فقط هذه {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ} [الأنعام : 48]
على الرسل أن يدعو الى دين الله ويبشروا بالثواب والجزاء لمن يؤمن وينذرون بعذابه الشديد لمن يخالف آيات الله ولكن ليس من مهمة هداية أحد ابدا لن يستطيعوا أنبياء ورسله هداية أحد ابدا وإن كان أحب الناس إليهم ولكن هذا الأمر بيد الله لقدرته المطلقة لنتأمل هنا
👇🏻👇🏻👇🏻
﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾(القصص : 56)
بمعنى اذا اراد العبد بمحض إرادته الكاملة والقناعة التامة أن يهتدي سوف يهديه الله وهذه الآية هي تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا يوجه إلى الآباء والأمهات أحيانا تجد الأب يكاد قلبه ينفطر ألما وحزنا لماذا لأن ابنه لا يسير على لمرضاة الله وهذا ما يعاني منه كثير من العلماء المصلحين
ورب العالمين يقول له لا تحزن كل هذا الحزن هداية ابنك ليس وفق إرادتك أنت بل وفق إرادته هو فإن لم يشأ الهدى لن تستطيع أن تلزمه أن يكون مهتديا طايعا لله كل إنسان له اختيار فماذا على الاب والام عليهما التوجيه والتوضيح والنصح والإرشاد وتبين الحق من الباطل والانذار والتحذير من العواقب الوخيمة وايضا المراقبة وقبل ذلك الدعاء فإذا أصر الابن على موقفه فهذا اختياره وسوف يحاسب عليه ويسأل عن اختياره فهو مكلف أليس لنا في أنبياء الله عبرة لنتأمل هنا
👇🏻👇🏻👇🏻
{وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ}[هود : 42]
سيدنا نوح عليه السلام الذي صبر في الدعوة 950 عاما هذا إبنه الذي لم يستطع هدايته فهو يناديه مثل كل أب اليوم ينادي ابنه من طوفان المعاصي
{قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} [هود : 43/ص226]
👆🏻ولكن ما هو الرد المؤلم على ذلك الأب العظيم رفض الابن أن يكون مع أبيه وأي أب هذا انه من أولي العزم من الرسل لماذا رفض لنتأمل هنا
👇🏻👇🏻
{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}[يونس : 100]
لان الله لا يأذن لنفس أن تؤمن إلا إذا جاءت بثمن الإيمان وكانت أهلا للإيمان أي كان إيمانا صادقا راسخا عن قناعة تامة عندها سوف يأذن الله لها أن تؤمن فمثلا ولله المثل الأعلى الجامعات تضع معدل معين ومحدد من الدرجات لقبول الطلاب في التخصصات فمثلا الطالب معدله لا يتناسب مع تخصص الهندسة يضع في استمارة القبول تخصص الهندسة فترفض الجامعة ذلك لأن درجاته لا تتناسب مع معدل القبول في التخصص اذا كانت الجامعة وهكذا لله المثل الأعلى وتنزه الله عن المشابهة والتشبيه وبالتالي تبقى الهداية بيد الله وحده هو له القدرة المطلقة لهداية العبد .
الهداية من أعظم النعم وهي تفوقها على الإطلاق وهذا ما جاء على لسان خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ}[الشعراء : 78]
جاءت الهداية قبل الحاجة إلى الطعام والشراب فإن هداية الروح أولى مما يحتاجه الجسد من الأغذية كيف يكون حال جسد وفيه روح شاردة عن القرب من الله لذلك لابد أن يكون أيضا توازن بين الروح والجسد {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} [الشعراء : 79]
{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3/ سورة الانسان)
رب العالمين اوضح لنا طريق الهداية من خلال ارسال الرسل والآيات البينات المسطورة والآيات الكونية المنظورة واعطى هذا الانسان حرية الاختيار فهو امامه طريقين اما طريق الكفر بالنعم او شكرها وبالتالي يؤدي العبادة على هدى من الله وهذا يبعده عن حياة الشقاء والضنك وقد قال رب العالمين في محكم كتابه العزيز {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} (123/سورة طه/ ص 320)
هناك اسباب تجعل العبد يقطف الهداية :-
فمن أسباب الهداية عمارة المسجد بالبناء والتردد عليها لأداء الصلوات وأنواع الطاعات التي شرعها الله فيها وإقامة مجالس الذكر
﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾(18/ سورة التوبة)
ومن أسباب الهداية ان يكون الإيمان والأعمال الصالحة التي تترجم ذلك الايمان النقي من شوائب الشرك حيث يتوجه العبد بإيمانه واعماله لله وحده ﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾(82/سورة الانعام ).
ومن أسباب الهداية الذين يستعمون الى الآيات البينات والجلوس مع القرآن فتكون لديهم المبادرة إلى طاعة الله تعالى في مواسم الطاعات والعبادات والدعوة إليها والحث عليها أو العلم بها﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾( 17/ سورة محمد }،
﴿ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ﴾(76/سورة مريم)
من أعظم أسباب الهداية الاسترجاع عند المصيبة والتسليم لله تعالى في قدرة المطلقة وان الامر كله بيد الله وان كل ذرة من ذرات هذا الكون الشاسع هي ملك لله﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾(156 ــ 157/ سورة البقرة)
من أسباب الهداية إتباع القرآن والسنة النبوية على صاحبها افضل الصلاة وازكى التسليم والتمسك والعمل بمقتضاهما
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ (123 / سورة طه)
﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾( 38/سورة البقرة )
وعن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي».
وكم نحن في امس الحاجة أن نتضرع بقلوب وجلة واعين دامعة إلى الله بطلب الهدى والثبات على الحق﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾(8 سورة آل عمران )
✨اللهم أهدنا فيمن هديت وهيأ لنا أسباب الهداية والرشاد يالله.
✨اللهم ارفع عنا هذا الوباء يا الله يا رب العالمين.
✨اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالقرآن الكريم.
✨اللهم صل وسلم على الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآله الطاهرين.
إن أصبت فمن الله وحده لا شريك له وان أخطأت فمن نفسي المقصرة والشيطان.