بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة إنه هو العليم الحكيم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
يتخلى الحجيج اليوم عن منازلهم وفنادقهم وأسرتهم وينتقلوا عنها للنوم على الفرش تحت الخيام في العراء. حاملين معهم حقائبهم.
في مشهد يذكر بالانتقال من البيوت للقبور حاملين معنا حقائب أعمالنا.
تعالوا نتدبر معا هذه اللحظات في كتاب الله داعين من الله أن تكون قبورنا روضة من رياض الجنة كما هي خيام منى روضات من رياض الجنة بالذكر الكثير.
وسبحان الله السورة التي تبدأ بالقسم بالليالي العشر
(وَلَيَالٍ عَشْرٍ)
[سورة الفجر 2]
تنتهي بنداء يتمنى سماعه كل مؤمن في نهاية حياته.
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي)
[سورة الفجر27 -30]
ألا نتمنى جميعا سماع ذلك النداء المطمئن جدا؟
تعالوا لنستقرئ الآيات هل صفات الذين يناديهم بهذا النداء فينا؟
هل وصلت لمرحلة الإطمئنان القلبي ؟
هل يطمئن قلبي بذكر الله فلا أقلق من مستقبل ولا أحزن على ما فاتني؟
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
[سورة الرعد 28]
“يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ”
هل تنطبق علي هذه الصفة؟
هل نفسي مطمئنة؟
هل أصاب بالهلع أو الغضب أو السخط عند المصيبة أم ينتابني شعور بالرضا بما قدر الله وأرضى بالمصيبة بقدر رضاي عن نعمه؟
هل فرحي بعمل الصالحات يزيد عن فرحي بالمال والمتاع؟
هل نفسي راضية عن الله؟
(ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّة)
هل نفسي راضية؟ هل تتحقق في نفسي هذه الصفة؟
هل كنت عبدا أو أمة لله بإخلاص؟
هل عبدته لا شريك له؟
هل تحققت في صفاتي العبودية الخالصة لله؟
أم أنني جعلت له شركاء؟
هل أطعت غيره وعصيته لإرضائهم؟
هل كانت عباداتي خالية من الرياء؟
(فَادْخُلِي فِي عِبَادِي)
هل أنا منهم؟ هل أتصف بصفاتهم؟
فإن كان نعم فسأنتظر شوقا لذلك اليوم الذي أسمع فيه قوله
(وادخلي جنتي)
وإن شعرت بأن تلك الصفات لا تنطبق عليك فتفحص حقيبة أعمالك فربما فيها ما يفسد عليك جميع أعمالك أخرجه بلا تردد وحافظ على السليم منها وتزود بالمزيد.
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ۚ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ (((وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ))) ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)
[سورة البقرة 197]
فلا وقت للتضييع.
كن مستعدا
واعمل لذلك اليوم
اعمل لتسمع هذا النداء
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي)
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.