صلاة الله على الذاكرين الله كثيرا

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين أستعين وبإسميه العليم والحكيم أسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب أدخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.

سورة الأحزاب, الآية 56:
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك اللهم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
الله سبحانه وتعالى صلى على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وأمر ملائكته أن يصلون عليه فهل يمكن لبشر عادي أيضا أن يصل لدرجة أن يصلي عليه الله ويأمر ملائكته بالصلاة عليه؟!
نعم!
ممكن وأيضا ممكن أن يكون إنسانا عاديا بمنظور البشر وفقيرا أيضا لا يهم ولكن إذا نفذ ما يوجب الصلاة عليه عندها يصلي عليه الله وملائكته أيضا.
ما معنى الصلاة هنا ؟
هي أن يذكرك الله بالثناء

سورة البقرة, الآية 152:
فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون

إذا ذكرناه سبحانه فإنه أيضا يذكرنا ولكن في ملأ خير من الملأ الذي ذكرناه فيه وهو الملأ الأعلى.
ولكن ما الدليل اني إذا ذكرت الله فإنه يصلي علي وملائكته؟
سورة الأحزاب, الآية 41:
يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا.وسبحوه بكرة وأصيلا . هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما
بمعنى إذا ذكرت الله ذكرا “كثيرا” وسبحته “بكرة” و “أصيلا” فإن الله عز وجل يصلي علي وملائكته أيضا ؟!
نعم يصلي عليك وملائكته!
تخيل!
يذكرك الله بالثناء في الملأ الأعلى .
تخيلي أنه عندها تكون معروفا في أهل السماء لأن الله سبحانه وعلا شأنه بجلاله يذكرك أنت بإسمك ويثني عليك عندهم!
فقط تخيل أن فاطر السموات والأرض ليس فقط يعرفك بالإسم ولكنه يميزك بالثناء والمديح عند من؟
عند الملائكة الكرام الذين يسبحونه آناء الليل والنهار لا يفترون
سورة الأحزاب, الآية 43:
هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما

وصلاته عليك نور ينير لك طريق الهدى ويخرجك من الظلمات إلى النور .
تذكر النور فيعطيك ويهديك بنوره
سبحانه نور السموات والأرض
يذكرك النور بالثناء فينير قلبك ودربك
سورة الأحزاب, الآية 56:
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما

وقلنا أن الله عز وجل وعد الذاكرين الله ذكرا كثيرا أيضا بالصلاة عليهم وملائكته
سورة الأحزاب, الآية 43:
هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما

وصلاته نور يخرجنا بها من الظلمات إلى النور .
ولكن هل هناك أيضا أمور أخرى نتحصل بها على أن يصلي علينا الله ليرحمنا؟
سورة البقرة, الآية 155:
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين

سورة البقرة, الآية 156:
الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون

سورة البقرة, الآية 157:
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون

ونحن معرضين لهذه الإبتلاءات تقريبا بشكل يومي.
الخوف يوميا بسبب حشرات ممكن وممكن بسبب الظلام وممكن بسبب أصوات ليلية غريبة وأيضا ربما من حيوانات تخيف البعض منا
لو أننا نقول عند اصابتنا بمصيبة الخوف إنا لله وإنا إليه راجعون لتحصلنا على
صلوات من ربنا
ورحمة
وهداية
والحمد لله على نعمة الأمان على المال والأنفس .
ولكن يستفيد المؤمنين عندها إذا صبروا وقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
صلوات+رحمة+هداية
سورة البقرة, الآية 155:
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين

ابتلاء الجوع أيضا معرضين له بغلاء الأسعار والفقر
وأحيانا بأن يصيب طعاما ما يجعله غير صالح للأكل فجأة كابتلاء.
فلماذا نحرم أنفسنا من قول إنا لله وإنا إليه راجعون
ونقص من الأموال ..كغلاء الأسعار مثلا أو ضياعها أو سرقتها أو اصابة في أموالنا الثابتة مثل العقار أو المؤسسة وغيرها .
بدلا من العويل والصياح
نصبر ونردد إنا لله وإنا إليه راجعون
والأنفس..
هذه الوحيدة التي يتذكر عندها كثير من الناس عند موت عزيز لهم أن يقولوا إنا لله وإنا إليه راجعون
ولكن عند القليل فقط يرافقها الصبر
والثمرات…
قد ينبت الله الزرع ويجعله مثمرا ولكن قبل قطافه يصيبه بطائف يفسده كالصقيع مثلا أو البرد أو غيره..
إنا لله وإنا إليه راجعون

صلوات..رحمة..هدى
لو تفكرنا في العبارة
إنا لله وإنا إليه راجعون

إذا تذكرنا اسم الله الملك
وذكرنا نعمته على أنها نعمة الله أي منسوبة إليه ملكه هو وتذكرنا ذلك دائما فلن نحزن ونتسخط بل نصبر
ونتذكر أننا نحن وما أنعمه هو علينا له وأننا راجعون إليه يوما ما
هو لا يملك قلوبنا فقط وما يعتمل بداخله من خوف أو طمأنينة فقط ولكن يملكنا بكاملنا وله أن يرجعنا
هو لا يملك الرزق فقط ولكن له أن يبسطه ويقدره علينا . وله أن يمنعنا فهو ملكه هو فقط لا شريك له وله مطلق التصرف به والحكم به ولا يشرك في حكمه أحدا
فإذا كان يملك قلوبنا يقلبها كيف يشاء ويملك رزقنا من مال وأنفس وثمرات فالأولى أنه يملكنا بكاملنا وأنه له مطلق الحرية في أن يأخذنا متى شاء.
هذا التفكر في ملكه يرجعنا إليه بالإفتقار والشعور بعظمته وحاجتنا له ولرضاه.
وأيضا يذكرنا أننا له وأننا إليه راجعون.
وهذا معين على الصبر
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *