دورة الإستشفاء بالقرآن ٢

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.السؤال الأول الذي قد يطرأ ببال أي مبتلى بالحسد أو السحر هو لماذا أنا؟لتعلم أخي القارئ أن الإبتلاء نعمة سواء كان لذنب أذنبته أم بغير ذنب.ولم يكن يصيبك إلا بإذن الله.(وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)فلماذا أذن الله بأن أصاب؟المؤمن كيس فطن وكلما أصيب بالضر بدأ بمحاسبة نفسه.هل حاد عن الطريق؟هل أخطأ؟هل أذنب؟لأنه يعلم أن الإبتلاء والضر هدفها أن يعود للطريق.(.. وَبَلَوۡنَـٰهُم بِٱلۡحَسَنَـٰتِ وَٱلسَّیِّـَٔاتِ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ)[سورة الأعراف 168](ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ)[سورة الروم 41](وَلَنُذِیقَنَّهُم مِّنَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَدۡنَىٰ دُونَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَكۡبَرِ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ)[سورة السجدة 21](وَمَا نُرِیهِم مِّنۡ ءَایَةٍ إِلَّا هِیَ أَكۡبَرُ مِنۡ أُخۡتِهَاۖ وَأَخَذۡنَـٰهُم بِٱلۡعَذَابِ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ)[سورة الزخرف 48](وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا مَا حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡقُرَىٰ وَصَرَّفۡنَا ٱلۡـَٔایَـٰتِ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ)[سورة الأحقاف 27](وَمَاۤ أَصَـٰبَكُم مِّن مُّصِیبَةࣲ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِیكُمۡ وَیَعۡفُوا۟ عَن كَثِیرࣲ)[سورة الشورى 30](وَإِذَاۤ أَذَقۡنَا ٱلنَّاسَ رَحۡمَةࣰ فَرِحُوا۟ بِهَاۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَیِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡ إِذَا هُمۡ یَقۡنَطُونَ)[سورة الروم 36]أعد قراءة الآيات ستجد السبب في أن يأذن الله باصابتك. قد تفكر الآن..أنا لم أعمل جريمة حتى أعاقب!أو أنا لم أؤذي أحدا!أو غيري فعل ما هو أشد فلماذا لم يعاقب هو الآخر!أو وكيف أعرف أي خطأ هو الذي تسبب باصابتي؟أولا:الضر أصاب آدم عليه السلام عندما عصى ربه وأكل من الشجرة وهو لم يؤذي إنسانا ولم يرتكب جريمة في حق إنسان.ثانيا:الآخرين الذين فعلوا ما هو أشد منك إما أنهم يعانون من ضر أشد ولا تعلم عنه وإما أنهم في مرحلة الإستدراج وهذا أخطر.ثالثا:ليس عليك أن تتوب من ذنب واحد لتجرب هل هو السبب ولكن الهدف الرئيسي للضر هو ترجع بكلك وكل أعمالك إلى الله. لذلك أول خطوة كبيرة نحو الشفاء هي التوبة النصوح من جميع الذنوب والمعاصي وليس بعضها ولا أحدها. فالله لا يريد شيئا بعذابك ولا يستفيد منه حاشاه أن يحتاج لتعذيبك بل هو أسلوب من لم ينفع معه التذكير والنصح ليعود إلى ربه (لعلهم يرجعون). تأمل معي.. (مَّا یَفۡعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمۡ إِن شَكَرۡتُمۡ وَءَامَنتُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِرًا عَلِیمࣰا)[سورة النساء 147]وقد يطول البلاء بسبب استمرار قسوة القلب ولعلم الله أن البلاء خير له من رخاء يزيده شقاء في الآخرة.(وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا فِی قَرۡیَةࣲ مِّن نَّبِیٍّ إِلَّاۤ أَخَذۡنَاۤ أَهۡلَهَا بِٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ لَعَلَّهُمۡ یَضَّرَّعُونَ)[سورة الأعراف 94](۞ وَلَوۡ رَحِمۡنَـٰهُمۡ وَكَشَفۡنَا مَا بِهِم مِّن ضُرࣲّ لَّلَجُّوا۟ فِی طُغۡیَـٰنِهِمۡ یَعۡمَهُونَ ۝ وَلَقَدۡ أَخَذۡنَـٰهُم بِٱلۡعَذَابِ فَمَا ٱسۡتَكَانُوا۟ لِرَبِّهِمۡ وَمَا یَتَضَرَّعُونَ)[سورة المؤمنون 75 – 76]لذلك لابد من تغيير جذري بدءً من القلب إلى الجوارح وتوبة نصوح بكل شروطها(ترك المعصية والندم عليها والعزم على عدم العودة إليها وارجاع الحقوق إلى أهلها).قد يكون شاقا على النفس في البداية ولكنه جالب للشفاء والحفظ من بعده وسيعينك ربك إن رأى صبرك ونيتك الصادقة ومجاهدتك لنفسك. وكله بإذن الله.قد يوسوس لك الشيطان أن ماذا لو تبت وأرهقت نفسك بالتوبة والعمل الصالح ولم تشفى؟تلك وسوسة شيطانية فاطردها وتيقن بوعود الله: ‏(ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب)(ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا)(ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا)(تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا)(ثم ننجي الذين اتقوا)التقوى لا تأتي إلا بالخير.تابعوا معي الدرس القادم والذي سنحاول فيه أن نتذكر بعض الذنوب التي قد تكون سببا في بلوانا.سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.الدَرس من برنَامج “تدّبر” للمتابعة راجع “تدبّر” – رابط تنزِيل البرنامج على الآندوريدhttps:// play.google.com/store/apps/details?id=com.gsg.tadaburوعلى الآي فون:تدبر by Golden Seagull LLC‏https://appsto.re/om/DikgY.i

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *