بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
بعد أن ذكر الله لنا مصير الفريقان فريق المؤمنون وفريق الكافرون. بين لنا كيف كانوا في الدنيا.
{ وَیَرَى ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلۡحَقَّ وَیَهۡدِیۤ إِلَىٰ صِرَ ٰطِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَمِیدِ (٦) وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ هَلۡ نَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلࣲ یُنَبِّئُكُمۡ إِذَا مُزِّقۡتُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمۡ لَفِی خَلۡقࣲ جَدِیدٍ (٧) }
[سُورَةُ سَبَإٍ: ٦-٧]
(ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك)
يسمي الله كتابه الذي أنزله على الرسول صلى الله عليه وسلم بالعلم ففيه علوم الدنيا والآخرة وفيه تفصيل كل شيء ما فرط الله فيه من شيء.
{.. مَّا فَرَّطۡنَا فِی ٱلۡكِتَـٰبِ مِن شَیۡءࣲۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ یُحۡشَرُونَ }
[سُورَةُ الأَنۡعَامِ: ٣٨]
ثم سبحانه يبين لنا كيف هي نظرة المؤمنون لهذا العلم؟
(وَیَرَى ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلۡحَقَّ وَیَهۡدِیۤ إِلَىٰ صِرَ ٰطِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَمِیدِ)
يرون أنه الحق ويرون أنه يهدي إلى صراط العزيز الحميد.
لو أنهم فقط يرونه حقا ولا يرون أنه هدى لما اتبعوه.
ولو أنهم اتبعوه دون أن يوقنوا أنه حق لما انتفعوا لأن الأعمال لا يقبلها الله إلا من المؤمنون المتقون.
(إنما يتقبل الله من المتقين)
لذلك هم جمعوا بين إيمانهم أنه حق وبين أنهم اتبعوا هذا الحق لعلمهم أنه يهدي إلى الصراط المستقيم.
(وَیَرَى ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلۡحَقَّ وَیَهۡدِیۤ إِلَىٰ صِرَ ٰطِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَمِیدِ)
أيضا هم آمنوا بأن هذا الصراط هو الطريق الى الله ورأوا انه صراط العزيز الحميد.
أي صراط الله العزيز فهم الفقراء إلى الله المتذللين له وهو الغني العزيز الذي لا ينقص من ملكه شيئا ولو كفر أهل الأرض كلهم أجمعين.
لذلك يسيرون في هذا الطريق برؤية وهي أنهم هم المحتاجون للسير فيه وأن الله عزيز وليس بحاجة إليهم ولكنه يكافئ السائرين فيه ويرزقهم في الدنيا والآخرة.
أيضا هم يرون أنه صراط الحميد. بمعنى انهم يسيرون بهدى الكتاب لأنه طريق حمد للمستحق للحمد.
فهم يذكرونه حمدا
ويسبحون بحمده
ويعبدونه حمدا
ويطيعونه حمدا
لأنه الحميد المستحق للحمد ولذلك هم على صراط العزيز الحميد.
وأما الفريق الثاني ففكره مختلف تماما قد ضل بسبب عدم ايمانه بالبعث والحساب ضلالا بعيدا. وفوق هذا يسخرون من كل من يؤمن بالآخرة.
{ وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ هَلۡ نَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلࣲ یُنَبِّئُكُمۡ إِذَا مُزِّقۡتُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمۡ لَفِی خَلۡقࣲ جَدِیدٍ }
[سُورَةُ سَبَإٍ: ٧]
عدم الإيمان بالبعث بعد الموت سبب للفساد واتباع الهوى والفساد وانتشاره بإنتشار هذا الفكر يفسد البلد بأكمله.
نسأل الله أن يصلحنا ويزين قلوبنا بالإيمان به وباليوم الآخر.
سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.