تدبر سورة سبأ الآية ٤_٥

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.

في الآيات الأولى من هذه السورة يعلمنا الله أهمية مراقبة الله في السر والعلن لأنه هو العليم بكل شيء.
ثم يخبرنا الجزاء لكلا الفريقين المؤمنين بما جاء في كتابه والكافرين.

{ لِّیَجۡزِیَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُم مَّغۡفِرَةࣱ وَرِزۡقࣱ كَرِیمࣱ (٤) وَٱلَّذِینَ سَعَوۡ فِیۤ ءَایَـٰتِنَا مُعَـٰجِزِینَ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابࣱ مِّن رِّجۡزٍ أَلِیمࣱ (٥) }
[سُورَةُ سَبَإٍ: ٤-٥]

ولا يضيع شيء عند الله.

{ ۞ یَسۡتَبۡشِرُونَ بِنِعۡمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلࣲ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا یُضِیعُ أَجۡرَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ }
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١٧١]

(ليجزي الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات)

فلا خير لإيمان بلا عمل

{.. فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُوا۟ ذَاتَ بَیۡنِكُمۡۖ وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ }
[سُورَةُ الأَنفَالِ: ١]

ولا خير في عمل بلا إيمان.

{ قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِینَ أَعۡمَـٰلًا (١٠٣) ٱلَّذِینَ ضَلَّ سَعۡیُهُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَهُمۡ یَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ یُحۡسِنُونَ صُنۡعًا (١٠٤) أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّهِمۡ وَلِقَاۤىِٕهِۦ فَحَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَلَا نُقِیمُ لَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ وَزۡنࣰا (١٠٥) }
[سُورَةُ الكَهۡفِ: ١٠٣-١٠٥]

فلا بد من إيمان صادق يصدقه العمل الصالح ليستحق المؤمن الجزاء.

{ لِّیَجۡزِیَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُم مَّغۡفِرَةࣱ وَرِزۡقࣱ كَرِیمࣱ)

هؤلاء المؤمنون المتقون ليسوا ملائكة وقد يكونون قد وقعوا في الفواحش وتابوا.

{ وَٱلَّذِینَ إِذَا فَعَلُوا۟ فَـٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُوا۟ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن یَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ یُصِرُّوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلُوا۟ وَهُمۡ یَعۡلَمُونَ }
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١٣٥]

لذلك أجمل جزاء لهم هو المغفرة من الله وهو التجاوز عن سيئاتهم.

{ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ نَتَقَبَّلُ عَنۡهُمۡ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُوا۟ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَیِّـَٔاتِهِمۡ فِیۤ أَصۡحَـٰبِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَعۡدَ ٱلصِّدۡقِ ٱلَّذِی كَانُوا۟ یُوعَدُونَ }
[سُورَةُ الأَحۡقَافِ: ١٦]

وبعد المغفرة يأتي الأجر الكريم.

( لِّیَجۡزِیَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُم مَّغۡفِرَةࣱ وَرِزۡقࣱ كَرِیمࣱ)

ولا أكرم من الله الكريم جنات تجري من تحتها الأنهار جزاء لأعمالهم التي زرعوها في الدنيا وآمنوا بالآخرة التي فيها حصاد تلك الأعمال.

وأما الفريق الآخر الذي لم يصدق بالساعة ولم يعمل لها ولم يزرع إلا السيئات فحصاده في الآخرة عسير.

{ وَٱلَّذِینَ سَعَوۡ فِیۤ ءَایَـٰتِنَا مُعَـٰجِزِینَ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابࣱ مِّن رِّجۡزٍ أَلِیمࣱ }
[سُورَةُ سَبَإٍ: ٥]

بالغوا في تكذيب الساعة وتكذيب آيات الله فطغوا وتجبروا وفسقوا فكان جزاءهم عذاب النار الشديد.

أفسدوا الأرض والسماوات بعد اصلاحها فكان جزاؤه فساد آخرتهم.

نسأل الله الصلاح والتقوى والإيمان والعمل الصالح.

سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *