تدبر سورة سبأ الآية ٢

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.

في الآية الأولى من سورة سبأ يعلمنا الله حمده وأنه المستحق للحمد لأنه ملك الدنيا والآخرة.

{ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی لَهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِیمُ ٱلۡخَبِیرُ }
[سُورَةُ سَبَإٍ: ١]

وختمها بالحكيم الخبير.

وفي الآية التالية يخبرنا أنه أيضا فوق حكمته وخبرته بعباده فهو عليم بكل شيء!

{ یَعۡلَمُ مَا یَلِجُ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَمَا یَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا یَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَمَا یَعۡرُجُ فِیهَاۚ وَهُوَ ٱلرَّحِیمُ ٱلۡغَفُورُ }
[سُورَةُ سَبَإٍ: ٢]

فهو ولأنه مالك لكل شيء فهو المدبر والمتصرف بكل شيء. لا تتحرك ذرة في الكون إلا يعلمها وما تسقط من ورقة إلا يعلمها.

{ ۞ وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلۡغَیۡبِ لَا یَعۡلَمُهَاۤ إِلَّا هُوَۚ وَیَعۡلَمُ مَا فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۚ وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا یَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةࣲ فِی ظُلُمَـٰتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبࣲ وَلَا یَابِسٍ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ مُّبِینࣲ }
[سُورَةُ الأَنۡعَامِ: ٥٩]

لذلك فهو يعلم عن كل ما يلج في الأرض سواء من بذور أو مخلوقات أو مياه أو معادن وغيره.

{ یَعۡلَمُ مَا یَلِجُ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَمَا یَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا یَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَمَا یَعۡرُجُ فِیهَاۚ وَهُوَ ٱلرَّحِیمُ ٱلۡغَفُورُ }
[سُورَةُ سَبَإٍ: ٢]

ويعلم بكل ما يخرج منها من مياه ونباتات وكائنات ومعادن.

(وما ينزل من السماء وما يعرج فيها)

كل ما ينزل من السماء من أمطار أو عذاب أو أوامر أو آيات أو ملائكة أو صواعق أو أمطار أو شهب. وكل ما يعرج فيها من أعمالنا الصالحة أو الملائكة أو الجان الذين يحاولون السماع فيقذفون بالشهب.

{ یَعۡلَمُ مَا یَلِجُ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَمَا یَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا یَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَمَا یَعۡرُجُ فِیهَاۚ وَهُوَ ٱلرَّحِیمُ ٱلۡغَفُورُ }
[سُورَةُ سَبَإٍ: ٢]

ثم ختمها بالرحيم الغفور. ما هي العلاقة؟
ما علاقة علمه بكل ذاك في كونه رحيم غفور؟

هنا يعلمنا أنه علم ما فعلنا وما نفعل وما ننوي فعله وما نوينا فعله وتركناه.

وعلى هذا الأساس يعاملنا ربنا فمن تاب واستغفر فإنه رحيم غفور ومن أصر واستكبر نزل به العذاب الأليم ومصائب الدنيا.

{ أَوَلَمَّاۤ أَصَـٰبَتۡكُم مُّصِیبَةࣱ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَیۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَـٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ }
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١٦٥]

{ مَّاۤ أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةࣲ فَمِنَ ٱللَّهِۖ وَمَاۤ أَصَابَكَ مِن سَیِّئَةࣲ فَمِن نَّفۡسِكَۚ وَأَرۡسَلۡنَـٰكَ لِلنَّاسِ رَسُولࣰاۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِیدࣰا }
[سُورَةُ النِّسَاءِ: ٧٩]

{ وَمَاۤ أَصَـٰبَكُم مِّن مُّصِیبَةࣲ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِیكُمۡ وَیَعۡفُوا۟ عَن كَثِیرࣲ }
[سُورَةُ الشُّورَىٰ: ٣٠]

ولكن ما علاقة هذا بسورة سبأ فهو هنا يتكلم عن الممالك؟ فما علاقة ذنوبنا بقوة المملكة أو ضعفها؟

من أشد أنواع المصائب هو أن نتفرق إلى أحزاب متناحرة أو أحزاب بينها العداوة والبغضاء وكلها تكون بسبب البعد عن الذكر في كتاب الله واتباعه.

{ إِنَّمَا یُرِیدُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَن یُوقِعَ بَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰ⁠وَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ فِی ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَیۡسِرِ وَیَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٩١]

{ وَمِنَ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّا نَصَـٰرَىٰۤ أَخَذۡنَا مِیثَـٰقَهُمۡ فَنَسُوا۟ حَظࣰّا مِّمَّا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦ فَأَغۡرَیۡنَا بَیۡنَهُمُ ٱلۡعَدَاوَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِۚ وَسَوۡفَ یُنَبِّئُهُمُ ٱللَّهُ بِمَا كَانُوا۟ یَصۡنَعُونَ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ١٤]

{ قُلۡ هُوَ ٱلۡقَادِرُ عَلَىٰۤ أَن یَبۡعَثَ عَلَیۡكُمۡ عَذَابࣰا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ یَلۡبِسَكُمۡ شِیَعࣰا وَیُذِیقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ ٱنظُرۡ كَیۡفَ نُصَرِّفُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ لَعَلَّهُمۡ یَفۡقَهُونَ }
[سُورَةُ الأَنۡعَامِ: ٦٥]

والفرد إذا أذنب ذنبا فلا يقع العذاب على الجميع ولكن إذا انتشر الذنب بين القوم حتى أصبحت الأغلبية تذنب ذلك الذنب وهذا بسبب تركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حينها يقع العذاب على الجميع.

{ وَإِذَاۤ أَرَدۡنَاۤ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡیَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِیهَا فَفَسَقُوا۟ فِیهَا فَحَقَّ عَلَیۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَـٰهَا تَدۡمِیرࣰا (١٦) وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِنۢ بَعۡدِ نُوحࣲۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِیرَۢا بَصِیرࣰا (١٧) }
[سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ١٦-١٧]

{ لُعِنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۢ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰ⁠ۤءِیلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِیسَى ٱبۡنِ مَرۡیَمَۚ ذَ ٰ⁠لِكَ بِمَا عَصَوا۟ وَّكَانُوا۟ یَعۡتَدُونَ (٧٨) كَانُوا۟ لَا یَتَنَاهَوۡنَ عَن مُّنكَرࣲ فَعَلُوهُۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُوا۟ یَفۡعَلُونَ (٧٩) }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٧٨-٧٩]

قد تكون فتن أو تفرق لأحزاب أو عداوات وحروب أهلية أو حروب بين الدول أو كوارث من زلازل أو أعاصير أو موجات مد. وغيرها..

نسأل الله تعالى أن يديم علينا الأمن والأمان بتمسكنا بكتاب الله تعالى وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *