بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.من صفات المنافقين البخل على أي موضوع فيه خدمة للإسلاميقول الله تعالى :(هُمُ ٱلَّذِینَ یَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا۟ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ یَنفَضُّوا۟ۗ وَلِلَّهِ خَزَاۤىِٕنُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ لَا یَفۡقَهُونَ)[سورة المنافقون 7]بمعنى لا تدفعوا المال لمن هم عند رسول الله لا تدعموهم لا تعطوهم ليصمدوا حتى ينفضوا ويبقى الرسول عليه الصلاة والسلام بلا سند ولا حماية ولا أتباع ويذهب الدين وينتهي.والبخل صفة متأصلة في المنافقين. تأملوا معي:(ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَـٰفِقَـٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضࣲۚ یَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَیَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ (((وَیَقۡبِضُونَ أَیۡدِیَهُمۡۚ))) نَسُوا۟ ٱللَّهَ فَنَسِیَهُمۡۚ إِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ هُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ)[سورة التوبة 67]ولو أنفقوا ينفقونها رياء أمام الناس فقط وخوفا من فضح نفاقهم.(إِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ یُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَـٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوۤا۟ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُوا۟ كُسَالَىٰ یُرَاۤءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا یَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِیلࣰا)[سورة النساء 142]وليتهم ينفقونها بطيب خاطر وإنما ينفقونها وهم كارهين ولذلك لا يتقبل الله منهم.(قُلۡ أَنفِقُوا۟ طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهࣰا لَّن یُتَقَبَّلَ مِنكُمۡ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ قَوۡمࣰا فَـٰسِقِینَ وَمَا مَنَعَهُمۡ أَن تُقۡبَلَ مِنۡهُمۡ نَفَقَـٰتُهُمۡ إِلَّاۤ أَنَّهُمۡ كَفَرُوا۟ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِۦ وَلَا یَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ وَلَا یُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمۡ كَـٰرِهُونَ)[سورة التوبة 53 – 54]ولكن الإنفاق في خدمة زعزعة الدين فهم في المقدمة!(إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰلَهُمۡ لِیَصُدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۚ فَسَیُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَیۡهِمۡ حَسۡرَةࣰ ثُمَّ یُغۡلَبُونَۗ وَٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ یُحۡشَرُونَ)[سورة الأنفال 36]ولذلك نجد المنافقين دوما داعمين لكل ما يعين على التفسخ والإنسلاخ عن الدين ومحاربين لكل ما يمكّن لهذا الدين ومحاربين لأتباع الدين. و إذا تم احراجهم بطلب التبرع لما ينصر الإسلام أنفقوا رياء وهم كارهون أو بخلوا بما لديهم ظنا أنهم بذلك يضعفون دين الله في الأرض متجاهلين حقيقة أن لله خزائن السموات والأرض.(هُمُ ٱلَّذِینَ یَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا۟ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ یَنفَضُّوا۟ۗ وَلِلَّهِ خَزَاۤىِٕنُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ لَا یَفۡقَهُونَ)[سورة المنافقون 7]ولكن المنافقين لا يفقهون لا يعلمون ولا يدركون أن الله قادر على ان يمدهم بالمال دون وسيط بشري قادر أن يجعل ينبوعا يتفجر من تحت رضيع صغير فيكون مصدر رزق له ولأمه.قادر على أن يحرك أطنانا من العنبر تطفو على البحر أمام صياد فقير. قادر على أن يكشف منجما من الذهب تحت أقدام راع صغير.الله سبحانه قادر على ذلك ولكنه يبتلي عباده ويعطيهم الفرصة لكسب الأجر من الإنفاق وليكشف المنافقين وإلا فإن الله غني عن عباده ولا يحتاج لأحد.(۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَاۤءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِیُّ ٱلۡحَمِیدُ)[سورة فاطر 15]المنافقون غرتهم الحياة الدنيا وغرهم بالله الغرور ففسروا حصولهم على الأموال عزة لهم وفقر المهاجرين ذلة لهم (یَقُولُونَ لَىِٕن رَّجَعۡنَاۤ إِلَى ٱلۡمَدِینَةِ لَیُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِینَ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ لَا یَعۡلَمُونَ)[سورة المنافقون 8]فقال زعيمهم لئن رجعوا إلى المدينة سيخرجون المهاجرين منها. وسمى فريقه المنافق بالأعز وسمى فريق الذين هاجروا وتركوا اموالهم في سبيل نصرة الدين بالأذل.ففضحه الله بقوله هذا والذي سمعه منه عرفوا بنفاقه وتيقنوا منه فأذله ابنه الذي أنجبه وكان عبدا مخلصا لله وذهب وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم وطلب أن يأتيه برأس أبيه المنافق فرفض النبي صلى الله عليه وسلم وقال نستبقيه حتى لا يقال أن محمدا يقتل أصحابه.وأصبحت وكانت ولازالت العزة لله العزيز القوي ولرسوله الكريم وللمؤمنين الذين يتبعونه بإحسان إلى يوم الدينوهي الحقيقة التي لا يراها المنافقون فيسعون دوما لإخراج الصالحين منهم من بلدانهم ليحلوا لهم الفساد كما يريدون وقد وافقوا قول قوم لوط حين قالوا :(۞ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦۤ إِلَّاۤ أَن قَالُوۤا۟ أَخۡرِجُوۤا۟ ءَالَ لُوطࣲ مِّن قَرۡیَتِكُمۡۖ إِنَّهُمۡ أُنَاسࣱ یَتَطَهَّرُونَ)[سورة النمل 56]نسأل الله الإيمان الخالص والعزة منه وحده لا شريك له.سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك