تدبر سورة المنافقون الآية ٤

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.من صفات المنافقون أن هيئتهم تعجب الناظر وخطابهم يعجب السامع.(۞ وَإِذَا رَأَیۡتَهُمۡ تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ وَإِن یَقُولُوا۟ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ كَأَنَّهُمۡ خُشُبࣱ مُّسَنَّدَةࣱۖ یَحۡسَبُونَ كُلَّ صَیۡحَةٍ عَلَیۡهِمۡۚ هُمُ ٱلۡعَدُوُّ فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ یُؤۡفَكُونَ)[سورة المنافقون 4]كيف؟(وَإِذَا رَأَیۡتَهُمۡ تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ) إذا نظرت إلى هؤلاء المنافقين تعجبك هيئاتهم ومناظرهم يهتمون بالأناقة المفرطة لظنهم أنها تجذب الناس والجمهور ولذلك يلتف حولهم الكثير من الناس وخاصة فئة الشباب. وقد يعجبك لباسهم المشابه للباس العلماء والمؤمنين. (وَإِن یَقُولُوا۟ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ) وإن يتحدثوا تسمع لحديثهم لفصاحة ألسنتهم وأسلوبهم فيجتذبوا الجمهور وقد يدخل في كلامه الفتن والرخص وقلب الأمور لجذب المزيد من الجمهور لأن فيهم سماعون لهم. (لَوۡ خَرَجُوا۟ فِیكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالࣰا وَلَأَوۡضَعُوا۟ خِلَـٰلَكُمۡ یَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِیكُمۡ سَمَّـٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِینَ ۝ لَقَدِ ٱبۡتَغَوُا۟ ٱلۡفِتۡنَةَ مِن قَبۡلُ وَقَلَّبُوا۟ لَكَ ٱلۡأُمُورَ حَتَّىٰ جَاۤءَ ٱلۡحَقُّ وَظَهَرَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَهُمۡ كَـٰرِهُونَ)[سورة التوبة 47 – 48]ومن شدة قلبهم للأمور لدرجة أنهم قد يفسرون أمرا من أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم على أنه يسبب الفتنة لهم. (وَمِنۡهُم مَّن یَقُولُ ٱئۡذَن لِّی وَلَا تَفۡتِنِّیۤۚ أَلَا فِی ٱلۡفِتۡنَةِ سَقَطُوا۟ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةُۢ بِٱلۡكَـٰفِرِینَ)[سورة التوبة 49]مثال: ترويج عبارة الدين يسر بكلمة حق يراد بها باطل وهو التهاون في أداء العبادات وتركها وايهام السامع ان بعض العبادات عسر ويمكنهم تركها لأن الدين يسر. مثال : من يروج ان من يلتزم بدين الله ويقرأ القرآن كثيرا يصاب بحالة نفسية أو يكفر. وهذا لإبعاد الناس عن الإلتزام والتمسك بالقرآن. هؤلاء المنافقون شبههم الله بصفة تحتاج للتأمل. (كَأَنَّهُمۡ خُشُبࣱ مُّسَنَّدَةࣱۖ) فالخشب يستفاد منه ومن ضمن الفوائد أنه يحرق. (أَفَرَءَیۡتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِی تُورُونَ ۝ ءَأَنتُمۡ أَنشَأۡتُمۡ شَجَرَتَهَاۤ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنشِـُٔونَ)[سورة الواقعة 71 – 72]وقد توعدهم الله بالدرك الأسفل من النار. (إِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ فِی ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِیرًا)[سورة النساء 145]والخشب مقطوع من الشجرة فلا هو اتصل بما يثمر وينفع الناس بظله ولا هو هو اتصل بأصله وفطرته. بل هو مقطوع وأبتر. وانسلخ من أصله وآيات ربه. (وَٱتۡلُ عَلَیۡهِمۡ نَبَأَ ٱلَّذِیۤ ءَاتَیۡنَـٰهُ ءَایَـٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنۡهَا فَأَتۡبَعَهُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡغَاوِینَ)[سورة الأعراف 175]وهم لكونهم كالأخشاب الملقاة على الحائط ميتة لا حياة فيها ولا نفع. والحياة الحقيقية والنفع يأتيان بنور الآيات. (أَوَمَن كَانَ مَیۡتࣰا فَأَحۡیَیۡنَـٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورࣰا یَمۡشِی بِهِۦ فِی ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِی ٱلظُّلُمَـٰتِ لَیۡسَ بِخَارِجࣲ مِّنۡهَاۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ زُیِّنَ لِلۡكَـٰفِرِینَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ)[سورة الأنعام 122]ولأنهم بعيدون عن الله فقد أذاقهم الله الخوف والرعب فيظنون كل صوت عال ضدهم لعلمهم بحقيقة حالهم. وهذا حال كل مخطئ لأنه يتحسس خطأه فيظن كل آية وكل كلمة حق ضده. ويبدأ بالدفاع عن نفسه دون ان يذكره أحد باسمه. كيف التعامل مع من اتصف بهذه الصفات كما علمنا الله؟ (۞ وَإِذَا رَأَیۡتَهُمۡ تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ وَإِن یَقُولُوا۟ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ كَأَنَّهُمۡ خُشُبࣱ مُّسَنَّدَةࣱۖ یَحۡسَبُونَ كُلَّ صَیۡحَةٍ عَلَیۡهِمۡۚ (((هُمُ ٱلۡعَدُوُّ فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ))) قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ یُؤۡفَكُونَ)خذ حذرك منهم لا تصدقهم ولا تأمن جانبهم ولا تصادقهم كن حذرا في التعامل معهم. ( قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ یُؤۡفَكُونَ) تكفل الله بقتالهم ولكن بأيدي المؤمنين الصادقين. ثم يسأل سؤالا استنكاريا (أنى يؤفكون) كيف ينصرفون عن الحق ويفضلون النفاق والضلال؟سبحان الله من الناس من يحب الظلمات ويكره النور. نسأل الله النور في القلوب وبأيماننا. سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *