تدبر سورة المائدة الآية ٩-١١

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9)

اذا وعد الله تعالى فانه لا يمكن أن يخلف وعده أبدًا، أما الانسان فاذا وعد فانه قد يخلف الوعد، لأن الانسان قد تعتريه الأغيار، فقد يموت، وقد يمرض، وقد تتغير ظروفه، أما الله –تعالى- فهو لا يتغير، وهو تعالى خالق الظروف.
اذا وعد أوفي ومن لطف الله بعباده المؤمنين أن يعدهم وهو تعالى غنى عن ذلك.
يقول تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) يعنى العبد وان كان له أعمال صالحة فان له –كذلك- ذنوب، ولذلك فهو في حاجة الى مغفرة الله تعالى.
والأجر العظيم هو الجنة وما فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
ولذلك المفروض أن المؤمن يكون اسعد انسان في الكون

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (10)

يذكر تعالى حال الكفار ليبين الفرق، فيقول تعالى:
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى الذين أنكروا وجود الله تعالى، وأنكروا صفاته، وأنكروا نبوة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
(وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا) أي كذبوا بآيات القرآن العظيم.
(أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) أَصْحَابُ الْجَحِيمِ يعنى الملازمون للنار، الذين لا يتركونها ولا يخرجون منها أبدًا، لأن المصاحبة تقتضي الملازمة.
والْجَحِيمِ أحد أسماء النار، وهي من جَحَمَ أي أوقد النار، فالجحيم هو شدة النار واضطرامها.
يعنى أُولَئِكَ هم الذين سيخـلدون في النار ولا يخرجون منها أبداً،

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)
يقال: بسط إليه لسانه إذا شتمه، وبسط إليه يده إذا بطش به
(فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) أي منعها أن تصل إليكم.
كانت هناك محاولات كثير لقتل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سواء من المشركين أو اليهود، فعصم الله تعالى نبيه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهناك حوادث كثيرة عصم الله فيها عباده المؤمنين.
فالمعنى أن الله تعالى هو ولى المؤمنين، وهو –تعالى- الذي يكف الشر عنهم
ولذلك يقول تعالى بعدها:
(وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) أي أن من صفة المؤمنين هي التوكل على الله تعالى

سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
منقول من موقع وائل فوزي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *