بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
لله سبحانه جنودا تنصر المؤمنين والمؤمنات كما قال في بدايات هذا السورة…
{ هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِینَةَ فِی قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ لِیَزۡدَادُوۤا۟ إِیمَـٰنࣰا مَّعَ إِیمَـٰنِهِمۡۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ٤]
وهؤلاء الجنود أيضا يستخدمهم لتعذيب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات. كما جاء في الآية التي تلي ذكرهم.
{ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِیزًا حَكِیمًا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ٧]
جميع المخلوقات هي جنود لله سواء كانت مرئية ملموسة مثل الأرض والبحار والجبال.
فزلزلة الأرض جندي من جنود الله.
{ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلرَّجۡفَةُ فَأَصۡبَحُوا۟ فِی دَارِهِمۡ جَـٰثِمِینَ }
[سُورَةُ العَنكَبُوتِ: ٣٧]
والبحر جندي.
{ فَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰ مُوسَىٰۤ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡقࣲ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِیمِ (٦٣) وَأَزۡلَفۡنَا ثَمَّ ٱلۡـَٔاخَرِینَ (٦٤) وَأَنجَیۡنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥۤ أَجۡمَعِینَ (٦٥) ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡـَٔاخَرِینَ (٦٦) }
[سُورَةُ الشُّعَرَاءِ: ٦٣-٦٦]
والجبل جندي
{ وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِیثَـٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُوا۟ مَاۤ ءَاتَیۡنَـٰكُم بِقُوَّةࣲ وَٱذۡكُرُوا۟ مَا فِیهِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٦٣]
أو غير مرئية ولكن نرى فعلها مثل الرياح.
{ إِنَّاۤ أَرۡسَلۡنَا عَلَیۡهِمۡ رِیحࣰا صَرۡصَرࣰا فِی یَوۡمِ نَحۡسࣲ مُّسۡتَمِرࣲّ }
[سُورَةُ القَمَرِ: ١٩]
أو تكون مشاعر فهي أيضا من الجنود!
{ سَنُلۡقِی فِی قُلُوبِ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ ٱلرُّعۡبَ بِمَاۤ أَشۡرَكُوا۟ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ یُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَـٰنࣰاۖ وَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ وَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلظَّـٰلِمِینَ }
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١٥١]
وشعور السكينة جندي
{ هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِینَةَ فِی قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ لِیَزۡدَادُوۤا۟ إِیمَـٰنࣰا مَّعَ إِیمَـٰنِهِمۡۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ٤]
والنعاس جندي
{ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَیۡكُم مِّنۢ بَعۡدِ ٱلۡغَمِّ أَمَنَةࣰ نُّعَاسࣰا یَغۡشَىٰ طَاۤىِٕفَةࣰ مِّنكُمۡۖ وَطَاۤىِٕفَةࣱ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ یَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِۖ.. }
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١٥٤]
والملائكة جنود
{ ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِینَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَأَنزَلَ جُنُودࣰا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ۚ وَذَ ٰلِكَ جَزَاۤءُ ٱلۡكَـٰفِرِینَ }
[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ٢٦]
كل شيء يخطر ببالك وكل شيء حولك وكل شيء بداخلك هو جندي من جنود الله.
فكيف نأمن مكر الله إن تجاهلنا ولم نتقيه وجنوده حولنا ينتظرون الأمر من عنده.
{ أَفَأَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰۤ أَن یَأۡتِیَهُم بَأۡسُنَا بَیَـٰتࣰا وَهُمۡ نَاۤىِٕمُونَ (٩٧) أَوَأَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰۤ أَن یَأۡتِیَهُم بَأۡسُنَا ضُحࣰى وَهُمۡ یَلۡعَبُونَ (٩٨) أَفَأَمِنُوا۟ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا یَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ (٩٩) }
[سُورَةُ الأَعۡرَافِ: ٩٧-٩٩]
سبحان الله ربنا في نفس الصفحة من سورة الفتح يذكرنا بأن كل شيء هو مسخر له وهم جنود له.
{ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِیزًا حَكِیمًا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ٧]
كررها مرتين في سورة واحدة ومتقاربات لهدف وحكمة.
لا تفكر ولا تظن الفتح يكون بعددكم وقوتكم وعتادكم.
إنما هو بإيمان في قلوبكم لا يعلمه إلا الله ثم يرسل المدد من عنده بجنود لم تكونوا تحتسبوهم يكونون هم السبب في الفتح والنصر.
من كان ليظن ان خاتمة غزوة الأحزاب ريحا تقتلع خيام العدو وابلهم.
من كان يظن أن خاتمة النمرود ببعوضة دخلت اذنه.
من كان يظن أن خاتمة فرعون في بحر انفلق نصفين.
من كان يظن أن خاتمة جالوت بحجر رماه شاب صغير.
من كان يظن أن خاتمة قارون بخسف له ولقصره.
من كان يظن أن خاتمة قوم عاد المتفاخرين بقوتهم بريح صرصر عاتية.
كلهم جنود لله لم يتوقعهم أي إنسان ولم يتخيله.
{ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِیزًا حَكِیمًا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ٧]
عندما أمر الله بني اسرائيل بدخول الأرض المقدسة ورفضوا خوفا وريبة ممن فيها من القوم الجبارين. كان إيمان موسى وهارون قويا وعميقا عندما قالوا لهم:
{ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ ٱلَّذِینَ یَخَافُونَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِمَا ٱدۡخُلُوا۟ عَلَیۡهِمُ ٱلۡبَابَ فَإِذَا دَخَلۡتُمُوهُ فَإِنَّكُمۡ غَـٰلِبُونَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤا۟ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٢٣]
الله ارزقنا هذا الإيمان وهذا اليقين وافتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.
سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.