تدبر سورة الفتح الآية ٢٠

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.

في الآية السابقة أخبرنا ربنا عن المكافآت التي حظي بها أهل بيعة الرضوان. والآية التي تليها تبين موعود الله لهم وتحقيق وعده لهم.

{ وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِیرَةࣰ تَأۡخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمۡ هَـٰذِهِۦ وَكَفَّ أَیۡدِیَ ٱلنَّاسِ عَنكُمۡ وَلِتَكُونَ ءَایَةࣰ لِّلۡمُؤۡمِنِینَ وَیَهۡدِیَكُمۡ صِرَ ٰ⁠طࣰا مُّسۡتَقِیمࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ٢٠]

وعدهم الله بكثير من الغنائم التي ستكون لهم منحة من الله. ولكي يثبت إيمانهم به عجل لهم غنيمة كبيرة وهي غنائم خيبر حيث فتحها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد شهرين تقريبا من بيعة الرضوان وهي غنيمة عظيمة وقريبة جدا من تاريخ البيعة.

(وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِیرَةࣰ تَأۡخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمۡ هَـٰذِهِۦ)

وهذه الغنيمة تجعلهم يوقنون أكثر بأن وراءها غنائم أكبر بكثير حسب موعود الله لهم.

وأيضا فوق أنها غنيمة كبيرة فقد حماهم الله من عنده بجندي من عنده وهو جندي الخوف الذي ألقاه في قلوب القبائل التي أرادت بهم وبأبنائهم سوءا.

(وَكَفَّ أَیۡدِیَ ٱلنَّاسِ عَنكُمۡ وَلِتَكُونَ ءَایَةࣰ لِّلۡمُؤۡمِنِینَ)

سبحان الله العظيم هذه آية من آيات الله لتري المخلفين من الأعراب أن الله عزيز ولا يحتاج لأحد وأنه قادر على النصر والفتح بجندي واحد من عنده ولكنه يختبر عباده ويكافئ المؤمنين منهم…

فمن شاء بعد هذه الآية أن يرجع ويتوب فهي هداية له للطريق المستقيم.
(وَیَهۡدِیَكُمۡ صِرَ ٰ⁠طࣰا مُّسۡتَقِیمࣰا)

وهذا الطريق يحتاج منا لصدق التوكل على الله واليقين بقدرته وبنصره للمؤمنين. وأن نتيقن بأن طريق التقوى جالبة للنفع سواء في الدنيا (مغانم كثيرة) و في الآخرة (جنات تجري من تحتها الأنهار).

الآن نحن نواجه الكثير جدا من المخلفين الذين ليس فقط يتخلفون عن نصرة الإسلام ولكن يحثون غيرهم على التخلف وفيهم سماعون لهم تماما كما فعل أشباههم من قبل

{ لَوۡ خَرَجُوا۟ فِیكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالࣰا وَلَأَوۡضَعُوا۟ خِلَـٰلَكُمۡ یَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِیكُمۡ سَمَّـٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِینَ }
[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ٤٧]

فهناك من باع القدس وهناك من تهاون في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وهناك من تهاون في حرق المصحف الكريم علنا وهناك من تهاون في نصرة إخوته من المسلمين والمسلمات المستضعفين في الأرض.

هؤلاء ماتت قلوبهم فلم تعد تشعر بأي إنتماء للدين الإسلامي هؤلاء هم المخلفون وغيرهم من السماعون لهم والذين يقتنعون بقولهم لأنه يوافق هواهم.

فكيف لنا أن نطرق أبواب الفتح بشعوب كهذه؟

طريق الفتح لن يفتح أمامنا إلا بوقفة جادة تعيدنا للإيمان بالله حتى نزيد على عدد المخلفين. أو ان توقن القلة المؤمنة بنصر الله على قلة العدد والعتاد وبنصرهم يقتنع المخلفون كما حدث سابقا.

نسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا

سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *