تدبر سورة الفتح الآية ١١

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.

بينما كان هناك من الصحابة من رافق رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعه بيعة الرضوان كان هناك من تخلف عنه لأعذار واهية لم يقبلها منهم الله عز وجل.

{ سَیَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَاۤ أَمۡوَ ٰ⁠لُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ یَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَیۡسَ فِی قُلُوبِهِمۡۚ قُلۡ فَمَن یَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَیۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢاۚ بَلۡ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرَۢا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١١]

فسبحان الله العليم الخبير الذي علم ما سيقولون قبل أن يقولوا وهذه الآية من معجزات القرآن فلو كان من عند غير الله لما خاطر بقول عذر لا يعلم أنهم سيقولونه.

(سَیَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَاۤ أَمۡوَ ٰ⁠لُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ)

(سيقول) وقد قالوا حقا.

(سيقول لك المخلفون من الأعراب) أي من تخلف وتأخر ولم يأتي معهم من الأعراب وهم البدو.

(شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا) ظنوا أن هدفهم الأسمى في الحياة هو الإنشغال بالمال والأهل وليس العبادة!
وظنوا أن انشغالهم بالدنيا عذر مقبول وأنه أهم من مرافقتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم بكل بساطة يطلبون منه أن يستغفر الله لهم.
(فاستغفر لنا)

وليتهم قالوها بقلوبهم ولكن الله علم أنهم كاذبون.

{ سَیَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَاۤ أَمۡوَ ٰ⁠لُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ یَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَیۡسَ فِی قُلُوبِهِمۡۚ }

فضحهم العليم بأن أعذارهم مختلقة وأنهم كانوا يقدرون على المجيء إلا أنهم لم يأتوا واختاروا التخلف عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

فهل قبل الله عذرهم؟

{ سَیَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَاۤ أَمۡوَ ٰ⁠لُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ یَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَیۡسَ فِی قُلُوبِهِمۡۚ قُلۡ فَمَن یَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَیۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢاۚ بَلۡ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرَۢا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١١]

لم يقبله وهو العليم الخبير بهم فإن كانوا يريدون بالتخلف نفعا في الدنيا فلن يحصلوا عليه إلا بإذن الله. وإن أرادوا تجنب الضر الذي قد يلحق بهم بمرافقتهم للنبي صلى الله عليه وسلم فلن يمنع الله عنهم الضر ولو لم يأتوا.

(قُلۡ فَمَن یَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَیۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢاۚ)

وكذلك نحن في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في زماننا هذا كم خرج الناس في نصرته عندما أساؤا إليه في مسيرات تنديد واحتجاج. وكم عدد الذين تخلفوا عن تلك المسيرات وعذرهم شغلتنا أموالنا وأهلونا. وفي الواقع قد يكون السبب خوفهم من الضر الذي قد يصيبهم إن خرجوا أو أرادوا منفعة مادية من هذا التخلف.

وكم من الناس قاطعوا منتجات من أساؤا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرة له وهم بأمس الحاجة إليها. وكم عدد الذين اعتذروا لأنهم يريدون منفعة مادية دنيوية من منتجاتهم أو مخافة ضر يصيبهم إن فعلوا..

سبحان الله العظيم هناك مواقف كثيرة تمر بنا في حياتنا فيها نصرة للدين وللرسول يقدم البعض أرواحهم لها ولا يبالون يبايعون فيها الله والرسول. وكم عدد الذين يقولون شغلتنا أموالنا وأهلونا ويظنون أنهم معذورون.

نسأل الله أن نكون ممن ينصر الله والإسلام والرسول ولا نتخاذل ولا نعتذر بأعذار واهية دنيوية.

سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

وكم عدد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *