بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
{ إِنَّ ٱلَّذِینَ یُبَایِعُونَكَ إِنَّمَا یُبَایِعُونَ ٱللَّهَ یَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ أَیۡدِیهِمۡۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا یَنكُثُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِمَا عَـٰهَدَ عَلَیۡهُ ٱللَّهَ فَسَیُؤۡتِیهِ أَجۡرًا عَظِیمࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١٠]
هنا خطاب عن الصحابة الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان في الحديبية على أن ينصروه ولا يتركوه ولا يفروا عنه مهما كان الأمر شديدا.
يقول الله سبحانه وتعالى عنهم:.
(إِنَّ ٱلَّذِینَ یُبَایِعُونَكَ إِنَّمَا یُبَایِعُونَ ٱللَّهَ یَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ أَیۡدِیهِمۡۚ)
هم بايعوا الرسول واقعا ووافقوه في كل ما قاله ووضعوا ايديهم في يده الشريفة ولكن الله يقول لهم أنهم إنما بايعوا الله!
لأنه رسول من رب العالمين يبلغهم رسالته فإن وافقوا الرسول فإنما هو يوافقون من أرسله.
{ إِنَّ ٱلَّذِینَ یُبَایِعُونَكَ إِنَّمَا یُبَایِعُونَ ٱللَّهَ یَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ أَیۡدِیهِمۡۚ)
وزاد عليه للتأكيد أن (يد الله فوق أيديهم) ليستشعروا عظمة هذا الميثاق فهو ليس ميثاقا عاديا بين رجلين وإنما بينهم وبين خالقهم رب السموات والارض رب العالمين.
وأن قوته فوقهم وأن الحنث به ليس كحنثهم لأي ميثاق فالله قوته فوق قوتهم.
{ إِنَّ ٱلَّذِینَ یُبَایِعُونَكَ إِنَّمَا یُبَایِعُونَ ٱللَّهَ یَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ أَیۡدِیهِمۡۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا یَنكُثُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِمَا عَـٰهَدَ عَلَیۡهُ ٱللَّهَ فَسَیُؤۡتِیهِ أَجۡرًا عَظِیمࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١٠]
فمن ينكث الميثاق والبيعة بمعنى لا يعمل بها فإنما ينكثه على نفسه وهو الخاسر الوحيد لأن الله غني عنه وعن نصرته فالله القوي قادر على أن ينصر دينه لوحده دون الحاجة لأحد وحاشاه أن يحتاج أحدا.
وبالمقابل من أوفى بعهده مع الله فإن الله يكافئه
{ إِنَّ ٱلَّذِینَ یُبَایِعُونَكَ إِنَّمَا یُبَایِعُونَ ٱللَّهَ یَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ أَیۡدِیهِمۡۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا یَنكُثُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِمَا عَـٰهَدَ عَلَیۡهُ ٱللَّهَ فَسَیُؤۡتِیهِ أَجۡرًا عَظِیمࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١٠]
وليس كأي مكافأة ولكنها مكافأة عظيمة.
ونحن كذلك واجبنا كمسلمين أن نوفي بعهدنا فالله عز وجل أيضا أمرنا أن نكون أنصارا له ولرسوله.
{ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوۤا۟ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِیسَى ٱبۡنُ مَرۡیَمَ لِلۡحَوَارِیِّـۧنَ مَنۡ أَنصَارِیۤ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِیُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِۖ.. }
[سُورَةُ الصَّفِّ: ١٤]
وعلينا أن نكون جنودا لله في أرضه ننشر كلمة الله لتكون هي العليا وليكون دينه هو الدين السائد على الأرض التي استخلفنا عليها.
فإن كنا قد رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم فعلينا أن نرضى بما أمرنا وأن نكون أنصارا لله.
نسأل الله أن يجعلنا من حزبه فإن حزب الله هم الغالبون.
سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.