بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
أهل بيعة الرضوان زكاهم الله في القرآن الكريم وزكى قلوبهم.
{ ۞ لَّقَدۡ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذۡ یُبَایِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِی قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِینَةَ عَلَیۡهِمۡ وَأَثَـٰبَهُمۡ فَتۡحࣰا قَرِیبࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١٨]
(لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك)
رضي الله عنهم بسبب هذا العمل الصالح. لأنهم عاهدوا رسوله على أن ينصروه ويكونوا معه في السراء والضراء ولا يتركوه مهما حصل.
والله يرضى عن عباده المؤمنين حتى في زماننا هذا إن اتبعناهم بإحسان.
تأملوا معي:
{ وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَـٰجِرِینَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَـٰنࣲ رَّضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۚ ذَ ٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ }
[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ١٠٠]
كيف؟
بأن نعاهد الله أن ننصر دينه ورسوله وبيوته وكتابه وأن نكون أنصارا لله لا نتخاذل ولا نخاف ولا نتراجع ولا نتهرب.
بذلك نكون قد بايعناه على ذلك
وقد يكون هناك أعمال أخرى صالحة توصلنا لرضا الرحمن كما رضي الله عن أهل بيعة الرضوان.
مثل ماذا؟.
مثلا أن يكون إيماننا صادقا تترجمه الجوارح.
{ إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمۡ خَیۡرُ ٱلۡبَرِیَّةِ (٧) جَزَاۤؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۖ رَّضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ ذَ ٰلِكَ لِمَنۡ خَشِیَ رَبَّهُۥ (٨) }
[سُورَةُ البَيِّنَةِ: ٧-٨]
أن يكون حبنا لله ورسوله يفوق حبنا لأي أحد.
{ لَّا تَجِدُ قَوۡمࣰا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ یُوَاۤدُّونَ مَنۡ حَاۤدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ ءَابَاۤءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَاۤءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَ ٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِیرَتَهُمۡۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِیمَـٰنَ وَأَیَّدَهُم بِرُوحࣲ مِّنۡهُۖ وَیُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَاۤ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ }
[سُورَةُ المُجَادلَةِ: ٢٢]
أن نكون صادقين مع الله ومع أنفسنا والآخرين.
{ قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا یَوۡمُ یَنفَعُ ٱلصَّـٰدِقِینَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣱ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۖ رَّضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ ذَ ٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ١١٩]
أن نقيم الصلاة ونؤتي الزكاة ونأمر أهلنا بذلك.
{ وَكَانَ یَأۡمُرُ أَهۡلَهُۥ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِۦ مَرۡضِیࣰّا }
[سُورَةُ مَرۡيَمَ: ٥٥]
وسبحان الله من صدق أهل بيعة الرضوان أنهم بايعوه تحت شجرة. لم يكن في قصر مشيد ولم يكن ملكا ولم يكن يملك من الدنيا ما يملكه الأثرياء ولكنهم بايعوه لأنهم حقا آمنوا به وبرسالته وبدعوته.
(لَّقَدۡ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذۡ یُبَایِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ)
هؤلاء رضي الله عنهم لأنه أيضا يرى صدق نواياهم التي في قلوبهم فكافأهم على تلك النوايا.
{ ۞ لَّقَدۡ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذۡ یُبَایِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِی قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِینَةَ عَلَیۡهِمۡ وَأَثَـٰبَهُمۡ فَتۡحࣰا قَرِیبࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١٨]
كافأهم بنزول السكينة في قلوبهم ويا لها من نعمة يتمناها الملايين.
وكافأهم بالفتح القريب.
هل رأيتهم إخوتي طريق الفتح؟ إنه يبدأ من نية صادقة في القلب.
هل رأيتهم أن الفتح ليس إنجازا تقوم به بقوتكم وعددكم وعتادكم؟ وإنما هو مكافأة من الله إن رأى في قلوبكم خيرا؟
{ ۞ لَّقَدۡ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذۡ یُبَایِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِی قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِینَةَ عَلَیۡهِمۡ وَأَثَـٰبَهُمۡ فَتۡحࣰا قَرِیبࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١٨]
وماذا بعد؟
وعدهم بمنافع أخرى كمكافأة أيضا..
{ وَمَغَانِمَ كَثِیرَةࣰ یَأۡخُذُونَهَاۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِیزًا حَكِیمࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١٩]
وهذه المغانم يأخذونها بلا غزو والتي منع منها المخلفين من الأعراب.
فالله لا يحتاج لنصرة أحد هو الغني المعطي الكريم العزيز الحكيم.
حكيم قرر أن يغطي الجانبين النفسي والمادي كمكافآت ليحفزهم على المزيد ويثبت إيمانهم. ومنع المخلفين من الأعراب ليعلموا أن الله عزيز حكيم.
سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.