بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
بعد أن كشف الله ما في صدور المخلفين من الأعراب وفضحهم توعد كل من لم يدخل الإيمان قلبه.
{ وَمَن لَّمۡ یُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ فَإِنَّاۤ أَعۡتَدۡنَا لِلۡكَـٰفِرِینَ سَعِیرࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١٣]
ثم بين أن الأمور والملك كله لله وحده.
{ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ یَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١٤]
فالله سبحانه يملك السموات والأرض ومن فيهن وما علبهن وما فوقهن وما تحتهم وكلهم تحت تصرفه وأمره وهم جنود له. فكيف يدخل الناس في شك من النصر وفي فتح من الله؟
{ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ یَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١٤]
وهنا دعوة من الله لكي لا يقنط من كان في قلبه شك أو ريب. بأن الله عز وجل يغفر لمن يشاء المغفرة ويعذب من يشاء العذاب.
كيف ذلك؟
من أراد المغفرة سلك طريق التوبة والطاعة لله. ومن أراد العذاب سلك طريق الكفر والفسق.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: كل أمتي يدخل الجنة إلا من أبى! قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟! قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى.
(رواه البخاري في صحيحه)
ثم وجه الله عز وجل لهم عقوبة دائمة في الدنيا وهي أن لا يخرجوا مع المؤمنين إذا خرجوا لأخذ غنائم بلا غزوة فهو ليس من حقهم أبدا.
{ سَیَقُولُ ٱلۡمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقۡتُمۡ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأۡخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعۡكُمۡۖ یُرِیدُونَ أَن یُبَدِّلُوا۟ كَلَـٰمَ ٱللَّهِۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَ ٰلِكُمۡ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبۡلُۖ فَسَیَقُولُونَ بَلۡ تَحۡسُدُونَنَاۚ بَلۡ كَانُوا۟ لَا یَفۡقَهُونَ إِلَّا قَلِیلࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١٥]
(سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم)
هذه الآية من إعجاز القرآن حيث أن فيها علم بما سيكون. علم الله أنهم سيقولون وماذا سيقولون ومتى سيقولون وقد قالوا.
فسبحان الله العليم الخبير بعباده.
{ سَیَقُولُ ٱلۡمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقۡتُمۡ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأۡخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعۡكُمۡۖ یُرِیدُونَ أَن یُبَدِّلُوا۟ كَلَـٰمَ ٱللَّهِۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَ ٰلِكُمۡ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبۡلُۖ فَسَیَقُولُونَ بَلۡ تَحۡسُدُونَنَاۚ بَلۡ كَانُوا۟ لَا یَفۡقَهُونَ إِلَّا قَلِیلࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١٥]
وهم عندما سيقولون هذا الذي أخبرنا الله عز وجل أنهم سيقولونه وسيكون بعدما نزلت هذه الآيات إنما يريدون مخالفة أمر الله في هذا الحكم وهذه العقوبة..
(يريدون أن يبدلوا كلام الله)..
فهل يحق للرسول صلى الله عليه وسلم أو صحابته أن يسامحوهم ويسمحوا لهم؟
لا!
{ سَیَقُولُ ٱلۡمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقۡتُمۡ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأۡخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعۡكُمۡۖ یُرِیدُونَ أَن یُبَدِّلُوا۟ كَلَـٰمَ ٱللَّهِۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَ ٰلِكُمۡ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبۡلُۖ فَسَیَقُولُونَ بَلۡ تَحۡسُدُونَنَاۚ بَلۡ كَانُوا۟ لَا یَفۡقَهُونَ إِلَّا قَلِیلࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١٥]
(قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل)
سبحان الله فالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته المؤمنين لا يخالفون الله في أمره وينفذون ما يأمر به الله. ولن يخرجوا عن أمره مهما كان.
{ سَیَقُولُ ٱلۡمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقۡتُمۡ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأۡخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعۡكُمۡۖ یُرِیدُونَ أَن یُبَدِّلُوا۟ كَلَـٰمَ ٱللَّهِۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَ ٰلِكُمۡ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبۡلُۖ فَسَیَقُولُونَ بَلۡ تَحۡسُدُونَنَاۚ بَلۡ كَانُوا۟ لَا یَفۡقَهُونَ إِلَّا قَلِیلࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١٥]
ويكمل لنا الآية العليم بذات الصدور ويخبرنا بردهم على الرفض.
(فسيقولون بل تحسدوننا)
هذا هو كل تفكيرهم الحسد!!
لم يفكروا بخطئهم ولا تقصيرهم ولا مطابقة الآية لما قالوه ولم يخافوا من وعيد الله ولا أي شي فقط فكروا بالغنائم الدنيوية التي يريدونها ويفسرون تطبيق الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته لأمر الله حسدا لهم!
{ سَیَقُولُ ٱلۡمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقۡتُمۡ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأۡخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعۡكُمۡۖ یُرِیدُونَ أَن یُبَدِّلُوا۟ كَلَـٰمَ ٱللَّهِۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَ ٰلِكُمۡ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبۡلُۖ فَسَیَقُولُونَ بَلۡ تَحۡسُدُونَنَاۚ بَلۡ كَانُوا۟ لَا یَفۡقَهُونَ إِلَّا قَلِیلࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١٥]
(بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا)
فعلا هم لم يفقهوا العقوبة ولا الآية التي نزلت فيهم ولم يفهموا حكم الله وكأنهم في عالم آخر فصلوا فيه أنفسهم عن الواقع والحقيقة وكتاب الله.
نسأل الله الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد.
سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.