تدبر سورة الحج 53-59

بسم الله الرحمن الرحيم. وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.

(لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ)
[سورة الحج 53]

الذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم من قلة الذكر لا يستطيعون رد وساوس الشيطان وتكون فتنه لهم.
يأتيهم الشيطان بآيات منقوصة تعطيهم فكرة خاطئة عن الدين فيفتنون ولا يستطيعون الرد عليه ويصدقونه لأنهم أساسا لا يذكرون الله كثيرا فلا يعلمون كيفية الرد عليه ليس لديهم الزاد الكافي من آيات الله للرد على تلك الوساوس لذلك يفتنهم الشيطان ويضلهم الله فهم في شقاق بعيد.

(وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
[سورة الحج 54]

أما الذين أوتوا العلم أهل الذكر الكثير فيعلمون ويميزون الحق من الباطل ويؤمنون به فتخبت لله قلوبهم يعرفون كيف يردون على فتنة الشيطان وأيضا يهديهم الله للصراط المستقيم
(يخبت ) بمعنى يخشع ويطمئن وتسكن نفسه بعكس (شقاق) فهي تعني خلاف وعداوة.

(وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ)
[سورة الحج 55]

الكفار الذين تعودوا على كفران نعم الله وعدم شكره وتعودوا على الشك والريبة في آياته يستمرون في هذا الشك ويؤولون الآيات بما تهوى أنفسهم حتى يأتيهم الموت فجأة وهم لا يشعرون.
أو يأتيهم عذاب يوم عقيم . عذاب يوم القيامة وهو يوم عقيم لا ينتج وإنما هو حصاد لأعمالنا .الأرض التي لا تصلح للزراعة تسمى أرض عقيم وكذلك المرأة التي لا تنجب تسمى عقيم ويوم القيامة يوم لا يصلح فيه التوبة ولا العمل الصالح لذلك هو يوم عقيم .هو يوم حصاد فقط فمن عمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.

بعض الحجاج من الذين يجهلون دينهم ويعيشون حياتهم بعيدا عن القرآن الكريم وعن السنة النبوية تصيبهم الريبة والشك في تأويل بعض الآيات فيرفضونها ويرتابون في حكم الله ويختارون منها ما يعجبهم فقط ويغطون أعينهم عن الباقي.

الكفر من معانيه التغطية والحرث والجحود وعدم الشكر لله.

اجتهد أخي الحاج في التزود كثيرا بالآيات الخاصة بمناسك الحج وبالأحكام الشرعية وفقه الحج وتأكد من كل حكم فيها حتى لا يضيع وقتك هناك في الشك والريب ويضيع حجك بفعل أمور محرمة في الحج.

(الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ)
[سورة الحج 56]

في يوم القيامة أو اليوم العقيم لا يوجد ملوك ولا أمراء ولا ملاك بيوت ولا مزارع ولا أي من متاع الدنيا .يومها الملك فقط وفقط وفقط لله الواحد القهار في ذلك اليوم يحكم الله بين عباده يحكم بين الكفار والمشركين والمنافقين والمؤمنين والنصارى والصابئة واليهود والمجوس وووو. هو الذي يحكم بينهم يومها ولا يشرك في حكمه أحدا .
وعلى كثرة أصناف من يحكم بينهم يومها ولكنه سبحانه يصنفهم إلى فريقين .
فريق المؤمنين وربط الإيمان بالعمل الصالح كما يفعل دائما .فهؤلاء يتنعمون في الجنات.

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)
[سورة الحج 57]

أما الذين كفروا وكذبوا بآيات الله بألسنتهم أو بقلوبهم أو حتى بأعمالهم فأولئك في العذاب المهين.

(وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
[سورة الحج 58]

الهجرة إلى الله ليست فقط للمهاجرين الأوائل الهجرة إلى الله مفتوحة إلى الآن
أن يهاجر الانسان إلى الله سواء بهجرة المعاصي أو بهجرة المكان الذي يعصى فيه الله إلى مكان يعينه على طاعة الله. فإن ماتوا أو قتلوا وهم على هذه النية فأجرهم على الله

(وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)
[سورة النساء 100]

وسبحان الله إلتقيت بنساء هاجرن بلدانهن لأنهن لم يستطعن أن يطعن الله فيها فهاجرن إلى بلدان تعينهن على طاعة الله. او يهاجرون من منطقة لا تعينهن على الطاعة إلى منطقة تعينهن.

(لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ)
[سورة الحج 59]

هؤلاء المهاجرون يرزقهم الله ويوفر لهم مصدر رزق كريم في أرض المهجر خيرا مما كانوا فيه في بلدانهم. وقد علمنا ما حدث للمهاجرين في زمن النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة
وكذلك من التقيت بهم من المهاجرين كانت أوضاعهم في المهجر خيرآ من بلدانهم .
وللأسف نجد النقيض ممن يهاجرون من بلاد المسلمين التي تمكنهم من عبادة الله إلى بلدان يمنعون من ممارسة دينهم كما يرضى الله عز وجل بهدف المال.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك و نتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *