تدبر سورة الحج 47-53

بسم الله الرحمن الرحيم. وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.

(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)
[سورة الحج 47]

سبحان الله من شدة عمى قلوبهم أنهم بدلا من أن يطلبوا الهداية والنور ليبصروا الحقيقة يطلبون العذاب ليعرفوا به الحقيقة ولم يفكروا أنه إذا جاء العذاب وتبين أنه الحق فهم لا يرجعون. قلوبهم لا تعقل تركوا الذكر وطلبوا المعرفة.

وهذا حاصل إلى الآن حتى عندما يقرأون القرآن يقرأونه قراءة غفلة وليست قراءة ذكر وتفكر لذلك لا يتحصلون على النور في قلوبهم والقلوب في الظلمات لا تبصر لأنها لا تستطيع.

(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)
[سورة الحج 47]

سبحانه لا يخلف وعده إن لم يأتيهم العذاب في الدنيا فسيبدأ من لحظات الموت.
وإن يوما واحدا عند الله كألف سنة مما نعد فمهما طال الزمان ومهما تأخر العذاب فإنه سيأتي حتما لمن يصر على التكذيب بآيات الله.
تخيلوا إن يوما عند الله كألف سنة مما نعد يعني من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام إلى الآن لم نصل حتى ليوم واحد ونصف من أيام الله .تفكروا في عظمته.

ومن ولادة عيسى عليه السلام إلى الآن يومان من أيام الله فقط!
ومن زمن موسى عليه السلام إلى الآن ثلاثة أيام فقط!
سبحان الله فكم يوما هي الحياة الدنيا عند الله صدق ربي حين سماها العاجلة.

(وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ)
[سورة الحج 48]

سبحانه يمهل ويعطي الفرص ولكنهم يصرون على ظلم أنفسهم إلى أن يأتيهم الهلاك ويرجعون إلى ربهم فينبئهم بما كانوا يفعلون.

(وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ)
[سورة الحج 48]

فلا يغرنكم رؤية بعض القرى تزدهر في معصية الله فإنما ذلكم الله يملي لها ويستدرجها .

(وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)
[سورة اﻹسراء 16]

(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
[سورة يونس 24]

تتخذ تلك القرى زخرفها وتتزين وتنمو حضارتها حتى يظنوا أنهم قادرين على الحفاظ عليها وتطويرها ثم يأتيهم أمر الله

(وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ * فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة الحجر 82 – 84]

قبل انهيار الدولة الاسلامية كانوا قد اتخذوا القينات وشربوا الخمور وعصوا الله وازينت حضارتهم وشيدوا القصور والحدائق الغناء والحمامات وعظمت رقعة البلاد وتزخرفت البيوت والمساجد والحمامات ووصلوا من الحضارة والتطور مبلغه ثم جاء انهيارها . سبحان الله.

(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ)
[سورة الحج 49]

رسول الله نذير مبين من رب العالمين وكذلك من يتبعه باحسان عليه أيضا أن يكون نذيرا مبينا .
في رحلة الحج وأنت تمر على القرى الخاوية على عروشها والتقاؤك مع حضارات أخرى فإذا رأيت أنهم يعصون الله عليك أن تنذرهم بالآيات البينات ذكرهم بها اتلوا عليهم هذه الآيات .
(فذكر إنما أنت مذكر ).

(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
[سورة آل عمران 31]

اتبع أخي الحاج نبيك الكريم في التبليغ يحببك الله ويغفر لك ذنوبك إنه هو الغفور الرحيم
ذكرهم فالأمر جلل والآخرة لها طريقين لا ثالث لهما
فالأولى هي

(فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)
[سورة الحج 50]

والثانية هي:

(وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)
[سورة الحج 51]

ظنوا أنهم يعجزون الله فاجتهدوا في معصيته وأملى لهم فظنوا أن إمهاله لا عذاب وراءه.

(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ)
[سورة الحج 52 – 53]

كل رسول يرسله الله يتمنى الخير لأمته يتمنى لو يكون قومه أو أمته أو أهل الأرض جميعا من المسبحين المخلصين لله ويعمل على ذلك وكذلك كل من يتبعهم باحسان ولكن الشيطان له أماني أخرى وهي بعكس أمنيه رسل الله فيجتهد أن يقلب الأمور ويحول دون تحقيق هؤلاء الرسل لأمنيتهم ثم ينسخ الله أمنية الشيطان ويزيلها و يحكم آياته والله عليم حكيم
أحيانا نقرأ آيات الله فيأتي الشيطان يشوش علينا بآيات أخرى لنفهمها خطأ بما تشتهي نفسه وتحقق أمنيته ليضل عن طريق الحق.

فينسخ الله أمنيته لأن القرآن آياته محكمة ولكل سؤال جواب حتى إن أتاك بآية وجدت له ردا من آيات الله فيولي مدبرا وهذه الطريقة تعلمتها في إحدى دورات تدبر القرآن أنه إذا وسوس عليك الشيطان أن ترد عليه بآية فيها رد على وسوسته فيولي ويهرب

سبحانك اللهم و بحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك و نتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *