سورة الحج هي رسالة الله الخالدة لجميع حجاج بيت الله الحرام وكجميع رسالاته هي تبدأ بمقدمة وموضوع وخاتمة هي رسالة مترابطة لا يدرك ترابطها الا من تدبرها. سنمر باذن الله على آياتها آية آية ونربطها بالحج حتى تتضح الرسالة بأكملها ونسأل الله العون والتوفيق.
سورة الحج, الآية 1:(يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)
تجربة الحج هي تجربة جميلة جدا ولكنها أيضا قد تصيب الحجاج بالخوف والارتباك من كثرة الأعداد والجموع والازدحام, وهناك من الحجاج من يندم لذهابه الحج اذا رأى شدة الازدحام ,حتى أن بعضهم يتمنى لو يرجع الى بيته ولا يكمل حجه, ومنهم من يصاب بالرهبة والخوف من الموت وسط الزحام وأن يداس بالأقدام وهم لا يشعرون.
لا أخفيكم أن أغلب الحجاج الذين يحجون لأول مرة يصابون بهذا الخوف لأنهم لم يتدبروا سورة الحج, لم يستعدوا نفسيا للحج كما ينبغي له هم استعدوا بالمال والترتيبات والامتعة ومعرفة المناسك ولم يستعدوا بالذكر فكانت نفسياتهم ملؤها الرعب خاصة عند الجمرات وطواف الافاضة.
لذلك رب العالمين بدأ سورة الحج بتذكير الحجاج بما هو أشد رعبا وأكثر حشرا وازدحاما , ينادي الناس أن اتقوا ربكم خافوا عقابه وعذابه واعملوا للآخرة . ان زلزلة الساعة شيء عظيم يخوفهم بالأعظم حتى يهون عليهم ما دون ذلك.
تخيل أنك مريض وذهبت للطبيب وقال لك انك تحتاج لعملية لبتر رجليك الاثنتين ماذا ستحس حينها؟ بالخوف العظيم والحزن الشديد صحيح؟
ثم بعد الفحوصات يأتي ويقول لك تبين انك تحتاج فقط لابرة نحقنها اياك.
ماذا ستحس بشأن الابرة ؟
أكيد ستشعر انها هينة ولن تشعر بالخوف ولا الألم الشديد.
الآن عندما يذكرك الله بزلزلة عظيمة يوم الساعة ستشعر بخوف كبير وتستشعر الحشر مليارات من العالمين من جميع البلدان على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وأشكالهم على صعيد واحد. حينها لن تشعر بالخوف من حشر الحجاج على صعيد واحد.
تأملها تفكر فيها كررها