القرآن شفاء ٤

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم اسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينغعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
نتابع صفات أولو الألباب..

(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة الزمر : 9]

أولوا الألباب بمعنى أولو العقول الذين لهم قلوب تعقل وتفقه القرآن وتدرك الخطورة لذلك لديهم الخوف من الآخرة .
و خوفهم جعلهم قانتين ” مداومين” على القيام آناء الليل.

(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة الزمر : 9]
يعيشون في حذر من الآخرة لأن قوة ادراكهم لخطورتها عالية. ويرجون رحمة ربهم.
الآن هؤلاء عندما يراهم غير أولي الألباب يقولون عنهم مرضى نفسيون عندهم وسواس.
” هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب”
مثال إذا أتيت لشخص لا علم له بالطب وقلت له أنت مريض بمرض الهنتجتون . وهو لا يعلم هذا المرض ربما رآه مع أناس آخرين ربما من المقربين منه لكنه لا يعلم أن ما أخبره به الطبيب هو ذات هذا المرض. لذلك ردة فعله تكون عادية جدا لا يهتم ولا يكترث.
بينما لو أخبر الطبيب عالما بالطب أو خبيرا بالمرض أنت مريض بالهنتجنتون لأنهار على الأرض من شدة وقع الخبر عليه.
” هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب”
الإنسان العادي إن أخبرته أن قلبك مريض بمرض النفاق لا يهتم ولا يكترث كثيرا لأنه لا يعلم وليس لديه ادراك كاف ليعلم خطورة وعاقبة هذا المرض. بينما أولو الألباب يدركون فيخافون ويحذرون لأنهم يعلمون الخطورة والعاقبة فهم يتميزون بالحكمة التي فضلهم بها الله.

(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة البقرة : 269]

(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة الزمر : 9]
ما الذي يجعل أولو الألباب مداومين على القيام بين سجود وقيام آناء الليل ؟
علمهم بالآخرة وإيمانهم الحقيقي به وهذا يجعلهم يحلقون على جناحي الخوف والرجاء.
علمهم جاء من تدبرهم للقرآن الكريم
(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة ص : 29]

لو أخبرتك أن عقربا بجانب قدمك وكنت مؤمنا بي مصدقا لما أقول مدركا لخطورة العقرب لقفزت رعبا. أما إن لم تكن مصدقا لي أو لا تعلم خطورة العقرب فلن تكترث ولن يكون لك رد فعل سريع.
كذلك أولو الألباب علمهم وايمانهم بالآخرة عون لهم على القيام والمسارعة بترك المعاصي وعمل الصالحات. هو رد فعل سريع للهرب والوقاية من عذاب شديد.

(أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة الرعد : 19]

قصة: إحدى زوجات العلماء بولاية بدية كانت رحمها الله إن شعرت بالنعاس في القيام جمعت النمل القارص ووضعته بداخل ثيابها حتى يقرصها ويذهب عنها النوم . لتجرب عذاب القرص ويذكرها بعذاب أشد في الآخرة فكانت قانتة مداومة على القيام. توفيت رحمها الله ساجدة وعندما رفعت رأوا نورا وضيئا بوجهها.

(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة الزمر : 9]

العلم يصنع الفرق

(الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة الزمر : 18]
وقد أمرنا أن نقتدي بمن هداهم الله.
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ) [سورة اﻷنعام : 90]

اللهم نسألك أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *