الشذوذ رذيلة محرمة

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

شاهدت مقطعا عن أن الشذوذ الجنسي حلال وأنه لا يوجد دليل في القرآن على تحريمه وأنه ما ورد عن قوم لوط قد تم تفسيره تفسيرا خاطئا وهذا هو ردي على المقطع بالآيات ودون استخدام أي حديث لكي لا يتحججوا بأنه غير صحيحة أو ضعيفة.

لنرجع إلى كتاب الله الذي يحوي تفصيل كل شيء ويفسر بعضه بعضا.

لنبدأ بآيات توضح لنا مشكلة قوم لوط..
في سورة الأعراف قال الله تعالى:
{ وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦۤ أَتَأۡتُونَ ٱلۡفَـٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدࣲ مِّنَ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٨٠) إِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهۡوَةࣰ مِّن دُونِ ٱلنِّسَاۤءِۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمࣱ مُّسۡرِفُونَ (٨١) }
[سُورَةُ الأَعۡرَافِ: ٨٠-٨١]

وبنفس المعنى الواضح جاء في قوله تعالى في سورة النمل:

{ وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦۤ أَتَأۡتُونَ ٱلۡفَـٰحِشَةَ وَأَنتُمۡ تُبۡصِرُونَ (٥٤) أَىِٕنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهۡوَةࣰ مِّن دُونِ ٱلنِّسَاۤءِۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمࣱ تَجۡهَلُونَ (٥٥) }
[سُورَةُ النَّمۡلِ: ٥٤-٥٥]

الآيات واضحة بينة بلغة سهلة ومفهومة للجميع اذ وضح الله تعالى ذنب قوم لوط أنهم يأتون الرجال شهوة من دون النساء يعني المسألة واضحة جيدا انها شذوذ جنسي. ووصفهم في سورة الأعراف بأنهم قوم مسرفون أي يسرفون في المعصية ولا يمكن لعاقل أن يفسرها أنه يسرف في شيء آخر.
وفي سورة النمل قال عنهم أنهم قوم يجهلون بمعنى جهلة بهذا الفعل ولن يفهمها عاقل بأنها صفة مدح.

وبخصوص العذاب الذي أصابهم والذي يدعي الشواذ أنه ليس بسبب شذوذهم وإنما بسبب كفرهم بالله. لنرى القصة ما قبل العذاب…
في سورة هود قال تعالى عن الحادثة:

{ وَجَاۤءَهُۥ قَوۡمُهُۥ یُهۡرَعُونَ إِلَیۡهِ وَمِن قَبۡلُ كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ ٱلسَّیِّـَٔاتِۚ قَالَ یَـٰقَوۡمِ هَـٰۤؤُلَاۤءِ بَنَاتِی هُنَّ أَطۡهَرُ لَكُمۡۖ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَلَا تُخۡزُونِ فِی ضَیۡفِیۤۖ أَلَیۡسَ مِنكُمۡ رَجُلࣱ رَّشِیدࣱ (٧٨) قَالُوا۟ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَا لَنَا فِی بَنَاتِكَ مِنۡ حَقࣲّ وَإِنَّكَ لَتَعۡلَمُ مَا نُرِیدُ (٧٩) }
[سُورَةُ هُودٍ: ٧٨-٧٩]

جاءه قومه يهرعون إليه بسبب ضيوفه. وذكر ربي أنهم كانوا يعملون السيئات ولم يذكر القرآن شيئا من أعمالهم إلا أنهم يأتون الرجال شهوة من دون النساء إذن هي سيئة.
جاءوا يريدون فعل الفاحشة بضيوف لوط عليه السلام وهذا واضح من سياق الآيات إذ أوضحوا هذا جليا له ولن ينكر هذا الوضوح إلا من ران على قلبه.

ومن لم يستوضح فليقرأ إن شاء قوله تعالى عن نفس الحادثة في سورة الحجر:

{ وَجَاۤءَ أَهۡلُ ٱلۡمَدِینَةِ یَسۡتَبۡشِرُونَ (٦٧) قَالَ إِنَّ هَـٰۤؤُلَاۤءِ ضَیۡفِی فَلَا تَفۡضَحُونِ (٦٨) وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَلَا تُخۡزُونِ (٦٩) قَالُوۤا۟ أَوَلَمۡ نَنۡهَكَ عَنِ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٧٠) قَالَ هَـٰۤؤُلَاۤءِ بَنَاتِیۤ إِن كُنتُمۡ فَـٰعِلِینَ (٧١) لَعَمۡرُكَ إِنَّهُمۡ لَفِی سَكۡرَتِهِمۡ یَعۡمَهُونَ (٧٢) فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّیۡحَةُ مُشۡرِقِینَ (٧٣) فَجَعَلۡنَا عَـٰلِیَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَیۡهِمۡ حِجَارَةࣰ مِّن سِجِّیلٍ (٧٤) }
[سُورَةُ الحِجۡرِ: ٦٧-٧٤]

يرجوهم لوط عليه السلام بألا يفضحوه بمعنى أن فعلهم رذيلة تسبب الفضيحة والخزي (فلا تفضحون) ويأمرهم بتقوى الله لأن هذا الفعل لا يصدر إلا ممن لا يتقي الله (واتقوا الله ولا تخزون).
لدرجة أنه عرض عليهم الزواج ببناته إن كانوا مصرين على فعل الأمر. ولكنهم ردوا بأنه لا رغبة لهم في بناته ويريدون الضيوف لأنهم ظنوا أنهم رجال.

قمة الإنحطاط إذ راودوه عن ضيوفه

{ وَلَقَدۡ رَ ٰ⁠وَدُوهُ عَن ضَیۡفِهِۦ فَطَمَسۡنَاۤ أَعۡیُنَهُمۡ فَذُوقُوا۟ عَذَابِی وَنُذُرِ }
[سُورَةُ القَمَرِ: ٣٧]

فما معنى المراودة هنا إلا أنهم أرادوا فعل الغاحشة بهم فعذبهم ربهم مصبحين.

فقد رأينا كيف راودت امرأة العزيز يوسف عليه السلام وهي عاشقة له.

{ قَالَتۡ فَذَ ٰ⁠لِكُنَّ ٱلَّذِی لُمۡتُنَّنِی فِیهِۖ وَلَقَدۡ رَ ٰ⁠وَدتُّهُۥ عَن نَّفۡسِهِۦ فَٱسۡتَعۡصَمَۖ وَلَىِٕن لَّمۡ یَفۡعَلۡ مَاۤ ءَامُرُهُۥ لَیُسۡجَنَنَّ وَلَیَكُونࣰا مِّنَ ٱلصَّـٰغِرِینَ }
[سُورَةُ يُوسُفَ: ٣٢]

والآن الشواذ يقولون أن الله لا يفرق بين حبيبين ولا يمنع الحب!!

وهذا هذا حب؟!
إن هو إلا خيانة لله ولرسوله وللأمة وخذلان عم الأرض بالفساد!

امرأة العزيز عشقت يوسف عليه السلام فهل سمح لها بهذا؟ لا! لأنه عشق محرم فهي متزوجة.

زينب عليها السلام كانت تحب زوجها وكذلك كثير ممن أسلمن وأسلموا يحبون أزواجهم ولكن عندما حرم الله الزواج بالمشركين والمشركات تفرقوا عن بعضهم طاعة لله ولرسوله.

الحب مشروع إن كان في طاعة الله ورسوله ووفق شرعه ولا يحرمه الله ولكن الحب الذي فيه معصية لله ولرسوله فهو ذنب عظيم يستحق معه العقوبة.

أرجو أن تصل رسالتي لكل من تم التغرير بهم وخداعهم وإيهامهم بأن الشذوذ حلال ولا يتعارض مع الإسلام. فمن أطاع الله جزاه خيرا ومن عصاه واتبع هواه جزاه سوءا بما عمل.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد..

سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *