الراشدون

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم اسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينغعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.

(..ْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) [سورة الحجرات : 7]
الآية تعطينا تعريفا عن الراشدين
فمن هم الراشدون؟
هم الذين حبب الله إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان.
والرشد لغة هو الهدى والإيمان وطريق الرشد هو طريق الحق والصواب.
أن تميز بين الحق والباطل فهذه
منحة من الله وفضل عظيم فهو سبحانه مقلب القلوب يقلبها كيف يشاء.

(وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) [سورة اﻷنعام : 110]

ودعاء النبي عليه الصلاة والسلام يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك .
(..ْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) [سورة الحجرات : 7]
أن يقلب الله قلبك لحب الإيمان وكره الفسوق والعصيان لهو الخير العظيم ولكن كيف نكون من الراشدين ؟
بمعنى كيف نتحصل على ذلك أو ما هي السبيل إلى ذلك؟

( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا) [سورة الجن : 1]
(يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) [سورة الجن : 2]
المؤمنين من الجن عندما حضروا لقراءة القرآن انصتوا للقرآن

(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ ((قَالُوا أَنْصِتُوا ۖ ))فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) [سورة اﻷحقاف : 29]

أعانهم الله على تدبره برحمته لأنهم أنصتوا
(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [سورة اﻷعراف : 204]

بالإنصات وتدبره رأوه قرآنا عجبا رأوه معجزة وأمرا خارقا فتحصلوا على الهدى و الرشد منه.

(يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) [سورة الجن : 2]
تخيلوا الجن رأوا القرآن الكريم يهدي إلى الحق وإلى الطريق المستقيم من انصات واحد فآمنوا وأخلصوا دينهم لله.
فما هو حالي مع القرآن ؟
وما هو حالك أنت؟
وما هو حال الأمة الإسلامية؟
هل أنصتنا كما فعل الجن؟
لو كنا أنصتنا حقا لما كان هذا حال الأمة للأسف الشديد.
لأن الجن بمجرد أن أنصتوا وآمنوا ولوا إلى أهلهم منذرين.
(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ ((مُنْذِرِينَ)) [سورة اﻷحقاف : 29]

(قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) [سورة اﻷحقاف : 30]
(يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [سورة اﻷحقاف : 31]

(وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [سورة اﻷحقاف : 32]

هذه دعوة الجن الذين وجدوا الرشد في القرآن فما هو شعورك يا من كرمك الله وفضلك على كثير ممن خلق تفضيلا؟!

(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [سورة اﻹسراء : 70]

ما شعورك يا من جعلك الله خليفة في الأرض وسخر لك كل ما في السماء والأرض عندما ترى كل شيء سخره لك يسبح لله ويسجد له وأنت غافل عن ذكر ربك؟!
(وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ۩) [سورة الرعد : 15]
الكل يسجدون لله في الغدو والآصال وابن آدم ينشغل بماله وولده زينة الحياة الدنيا في هذين الوقتين لأنه اختار الدنيا على الآخرة.

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩) [سورة الحج : 18]

حذاؤنا ولباسنا أكثر تسبيحا لله منا ألا نخجل منه؟!

(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا ((سَبِيلَ الرُّشْد))ِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا ((سَبِيلَ الْغَيّ))ِ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا ((بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ)) [سورة اﻷعراف : 146]

لأننا غفلنا عن الآيات غفلنا عن الذكر الكثير. آمنا ببعض الكتاب واتبعناه ونفذناه وكفرنا ببعض الآيات وأبينا تنفيذها.
فتركنا سبيل الرشد الذي يهدي إليه القرآن واتخذنا سبيل الغي الذي يهدي إليه ابليس لعنه الله.

(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ ((قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ))ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [سورة البقرة : 256]

سبيل الرشد بين لمن اتقى وتمسك بالكتاب فربنا وعد المتقين بأن يجعل لهم فرقانا يفرقون به بين سبيل الحق والهدى وبين سبيل الضلال
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [سورة اﻷنفال : 29]

فمن يرفض ويصر على عدم التقوى أضله الله وحسب أنه مهتدي .

(مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ ۚ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) [سورة اﻷعراف : 186]

ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين..
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *