الدرس العشرون

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

بعد أن تبينا في الدروس الماضية عاقبة المعاصي وأن المؤمن ليس كالعاصي المصر .

(أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)
[سورة ص 28]

فالله عز وجل خلق السموات والأرض بالحق

(وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)
[سورة الجاثية 22]

خلقهم وسخرهم لنا ليبتلينا ولم يكن ليخلقهم عبثا أو لهوا أو لعبا حاشاه سبحانه.

(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ)
[سورة اﻷنبياء 16 – 17]

لسنا في الدنيا لنمارس ما يعجبنا وما يشغلنا
ولم نأتي لنقطف لهوها وزينتها بأسرع وأطول ما يمكن .
لم نأتي للدنيا للتمتع بها وكيف نتمتع بشيء زائل .

لم نأتي لنحكم هوانا ولكن لكي نؤدي ما خلقنا إلهنا من أجله.

(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)
[سورة الذاريات 56]

أما من رفض أن يتخذ الله إلها مشرعا وحيدا وأشرك مع غيره فقد خسر خسرانا مبينا.
وليس أسوأ من أن يتخذ الإنسان هوى نفسه إلها يشركه مع الله في التشريع في حياته وحياة الآخرين حوله.

(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)
[سورة الجاثية 23]

هؤلاء الذين خسروا قلوبهم فأقفلها الله وختم عليها فلم تعد تنفعهم. وخسروا أسماعهم بإختيارهم عدم الإستماع للحق وخسروا أبصارهم فأنى يجدون الهداية وقد خسروا الوسائل التي يتمكن الإنسان من التعرف على خالقه ويعظمه بقلبه.

فإشراك الهوى مع الله يقسي القلب ليصبح أشد من الحجارة فكيف يتنزل القرآن في قلب كهذا.

لذلك إن أردنا التغيير حقا
إن أردنا قلبا سليما
إن أردنا قلبا يتأثر ويتفاعل مع القرآن
إن أردنا قلبا لينا يعظم الله ويخشع له

علينا العودة إلى شريعة الله ونتبعها حرفيا!

(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)
[سورة الجاثية 18]

ولا تتلفت أبدا لتشجيع الظالمين من حولك لمعصية الله وتحكيم الهوى.

(إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۖ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)
[سورة الجاثية 19]

وهم الذين يظنون دوما أنهم يعيشون الدنيا فقط وإن كانوا لا يعترفون بذلك.

(وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُمْ بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)
[سورة الجاثية 24]

يظنون أنهم لن يبعثوا
فيرددوا عبارات مثل:

  • هي حياة واحدة ولن تتكرر فعلينا أن نستغلها أفضل استغلال
    -الواحد يعيش كم مرة يعني؟ هي مرة واحدة
  • خلينا نتمتع بحياتنا إذا راحت ما بترجع.

وأيضا يظنون أنهم لن يموتوا إلا وهم عجائز

(وما يهلكنا إلا الدهر)

لذلك لا يتوبون وينتظرون الشيخوخة والضعف حتى يقرروا التوبة وينسوا أن الموت يأتي متى جاء أجلهم سواء كبار أم صغار .
مرضى أم أصحاء
علينا أن ننتبه!

فربما هناك ما أجلنا توبته ونقول في أنفسنا
تبت من كل الذنوب إلا كذا وكذا فقط .
وسأتوب منها إن شاء الله في سنة كذا وكذا أو إذا حصل في حياتي كذا وكذا.

مثلا سأتوب من عدم غض البصر عندما أتقاعد لأن زميلاتي تعودت أن أنظر إليهن فإن غضضت بصري وهذا صعب سيتندرون بي!

أو سأتوب من وضع المكياج عندما أتزوج فإن تبت الآن فمن سيراني جميلة ويتزوجني؟

(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)
[سورة الجاثية 23]
فمن يهديه ومن يهديها حينئذ وقد ختم الله عليهم؟!

علينا بالمسارعة بالتوبة من جميع الذنوب والآثام.

ربنا ارزقنا التوبة النصوح

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *