بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
تعلمنا في اليوم الأول من هذه الدورة أسماء الدنيا وصفاتها ثم تعلمنا مكوناتها الجاذبة ثم فحصنا قلوبنا هل هي تحب الدنيا أم تحب اﻵخرة.
واليوم ان شاء الله نحاول ونسأل الله أن يعلمنا كيفية توجيه حب الدنيا بمكوناتها لحب اﻵخرة.
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) [سورة آل عمران : 14]
اذن حبنا موجه للأزواج والبنون والأموال المنقولة وغير المنقولة.
نبدأ بالأزواج و ذكرنا تحذير ربنا أن منهم من يكون عدوا لنا يصرفنا عن اﻵخرة.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة التغابن : 14]
فعلاقة المودة بين الزوج لا ينكرها أحد بقاء أحدهما مع اﻵخر ينم عن مودة مهما بلغت المشاكل بينهما.
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة الروم : 21]
وندرس حالة امرأة فرعون كنموذج فقد ضرب الله لنا بها مثلا.
عداوته لها لا ينكرها أحد والسبب ايمانها وعبادتها. رغم وجود مودة بينهما!!
(وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [سورة القصص : 9]
كيف وافق فرعون وخاطر بحياته ووافق على هذا الاستثناء لهذا الرضيع المجهول الوالدين وقتها وهم في سنة قتل الذكور الرضع من بني اسرائيل؟!!
ألا يدل على قوة العلاقة والحب بينه وبين امرأته وقتها؟
“قرت عين لي ولك”
هناك مودة بين سطور الآية
ولكن في مجال العبادة والإيمان كان عدوا لها وهنا كان الإختبار الحقيقي لها.
فماذا اختارت هي؟
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ (((إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ))وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [سورة التحريم : 11]
هنا علمت أنه عدو فاختارت ربها وموطنها الجنة
لأن الجنة هي دار القرار وفيها الراحة وأزواج مطهرة
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَهُمْ فِيهَا ((أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ۖ ))وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا) [سورة النساء : 57]
(قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ((وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ)) وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) [سورة آل عمران : 15]
لكن مؤمن ومؤمنة صالحة أزواج مطهرة طهرت قلوبهم في الجنة
فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور
فمن عانى أو يعاني من أزواج يصرفونهم عن عبادة الله الصبر والعفو والصفح والمغفرة لهم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِنْ ((تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا)) فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة التغابن : 14]
وتذكر اﻵخرة خير معين على الصبر وعلى توجيه حب الدنيا لحب اﻵخرة.
“رب ابن لي عندك بيتا في الجنة”
ولنا مثلا أيضا في صبر نوح ولوط عليهما السلام على أزواجهم.
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) [سورة التحريم : 10]
قد تعاني الزوجة وقد يعاني الزوج أيضا ولكنه الصبر وعدم التأثر بما يقولون ورجاء الآخرة.
صبر لوط عليه السلام حتى جاء اليوم اﻷخير!!!
فعلى كل امرأة ورجل الصبر على أزواجهم والإجتهاد في نصحهم .
حتى اليوم اﻷخير ولا ينجر لحبهم بطريقة تنسيه طريقه للجنة.
سبحان الله
وحتى نثبت في هذا الصبر ذكرنا بصبر الأنبياء والصالحات.
تابع…
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.