قناة دروس التدبر:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
[سورة النحل 97]
من الأمور التي تجعل الحياة طيبة مال حلال يغنيك عن الحرام وعن السؤال وتجد به ما يطعمك ويسقيك ويؤويك ويستر بدنك.
وذرية طيبة تسعد بصلاحهم وبرهم وعونهم لك.
ولكن قد ينقلب الحال فيصبح المال والأولاد مصدر عذاب لا مصدر سعادة وراحة.
(فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)
[سورة التوبة 55]
ولتجنب هذا العذاب هناك أمور وقائية يتخذها المؤمن قبل حدوث هذا العذاب.
أولها الإختيار الصحيح لمن يشاركك الحياة
اختيار المرأة لزوجها والعكس
بحسب المقاييس التي ذكرناها في الدروس السابقة.
ثم هناك أمور علاجية مثل
(مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا)
[سورة النساء 147]
قال ابن القيم :
إنّ من الذنوب ما لا يكفّره إلا الهمّ بالأولاد .
فإن علم المؤمن من نفسه تقصيرا أو ذنبا فليرجع إلى الله بالتوبة والشكر له سواء في ماله أو عياله
الشكر بالمال بالصدقات والزكاة والشكر بالعيال بتربيتهم تربية صالحة.
فمن طبق هذه القاعدة كان عياله ذرية طيبة.
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (علموا أولادكم القرآن فإنه أول ما ينبغي أن يتعلم من علم الله هو)
وهناك أيضا طريقة الدعاء بالذرية الطيبة
(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)
[سورة آل عمران 38]
فالله عز وجل لا يحب أن يرهق ابوين مؤمنين بذرية ترهقهم .
(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)
[سورة آل عمران 38]
وقد يقول قائل وماذا عن ابن نوح عليه السلام فقد كان من المغرقين وأبوه نبي من الأنبياء.
نقول أن امرأة نوح لم تكن من المؤمنين.
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)
[سورة التحريم 10]
فلابد أن يكون الأبوين مؤمنين معا.
ومع ذلك فقد أراحه الله من ابنه المصر على الكفر.
وقد يقول قائل ماذا عن أبناء يعقوب عليه السلام؟
نقول أنهم في علم الله أنهم سيرجعون ويتوبون لذلك أبقاهم الله.
وهذا ما حدث
(قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ)
[سورة يوسف 97]
إذن لتكون ذريتنا طيبة تطيب بهم الحياة.
علينا أولا أن نحسن في اختيار الزوج/الزوجة.
ثانيا أن نكون من المؤمنين الشاكرين
ويكون شكرنا بتربيتهم على القرآن
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل ذرياتنا ذرية طيبة إنه سميع الدعاء.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.