بسم الله الرحمن الرحيم . وبالمعين نستعين وبإسميه العليم والحكيم أسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. رب أدخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
ما الفرق بين أفعال الأمر في هذه الآية
سورة البقرة, الآية 43:
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين
وبين فعل الأمر في هذه الآية
سورة الأحزاب, الآية 42:
وسبحوه بكرة وأصيلا
لا فرق جميعها أوامر من الله علينا الإستجابة لها وتأديتها
ولكن المشكلة هي أن أكثر الناس لا يدركون كيفية التسبيح
اي امر في القرآن يقتضي الوجوب
والأمر بالتسبيح لم يأتي مرة واحدة فقط
سورة النور, الآية 36:
في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال
سورة الأعراف, الآية 205:
واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين
سورة الأنعام, الآية 52:
ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين
سورة الكهف, الآية 28:
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا
هذه بعض الآيات التي تبين أهمية التسبيح في هذين الوقتين . فكيف نصل للتسبيح وكيف يكون؟
التسبيح لا يأتي إلا بالتفكر وذكر الله في الآيات سواء الآيات الكونية أو القرآنية.
قراءة تفكر لا قراءة تفسير ولا تأويل.
دعونا نتدرب على آية قرآنية لنتوصل إلى التسبيح بالتفكر وقراءتها قراءة ذكر بمعنى يكون هدفنا فيها ذكره وتسبيحه
سورة الأنبياء, الآية 33:
وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون
هذه الآية إذا أردنا أن نقرأها قراءة ذكر لله فسوف نوجه كل الأفعال فيها إلى الله ونتفكر في فعله
مثلا: وهو الذي خلق الليل
نتفكر في خلق الليل كيف خلقه الله وكيف يولجه وكيف زينه بالنجوم
وكيف جعله يختلف شتاءا وصيفا . وكيف جعله الله لباسا
وكيف محا الله أية الليل وجعل آية النهار مبصرة
وكيف جعل الليل في بلدان أخرى لا ينتهي لأشهر وجعله مختلفا في كل موقع جغرافي
هل يشاركه أحد في خلق الليل أو يستطيع أحد أن يدعي ذلك ؟
سبحانه الوحيد القادر على ذلك
وهكذا كلما تفكرت أكثر كلما ازداد تسبيحك في قدرته في خلقه
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا)
نسبحه أنه الواحد اﻷحد خالق الليل والنهار ..ونحمده أنه جعل تعاقبها لنا نعما ..فسبحان الله وبحمده
ولو ازددت تفكرا قادك ذلك للتفكر في الآخرة . كل آية تقودك بالتفكر العميق لتذكر الآخرة.
مثلا الليل هو صفحة الظلمة التي نرى عليها النجوم تذكرنا بأرض المحشر حيث أكثر الناس وجوههم كقطع الليل المظلمة وهم الأكثرية والنجوم هم المؤمنون الذين يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم
سورة يونس, الآية 27:
والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون
وكلما توصلت لتذكر الآخرة من خلال الآية تذكرت أنك إليه راجع وخفت عذاب ربك ودعوته أن ينجيك من النار فحققت بذلك الذكر الكثير كما يفعل أولي الألباب
سورة آل عمران, الآية 191:
الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار
وهذه هي قراءة الذكر والتسبيح هي قراءة تفكر وتحتاج لقلب منير يعقل قلب سليم لا ضغائن فيه ولا كراهية ولا غل ولا حقد
لا استعجال فيها ثم تكمل في خلق النهار والشمس والقمر بنفس الطريقة
الآن الفخ الذي قد يقع فيه البعض بوسوسة من الشيطان هو أنه إذا قرأت بهذه الطريقة فلن أنتهي من حزبي من القرآن ولن أكون قد قرأت القرآن بكميات كبيرة .
انتبه فقراءتك السريعة منهي عنها في القرآن
سورة طه, الآية 114:
فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما
سورة القيامة, الآية 16:
لا تحرك به لسانك لتعجل به
الآن أكثر الناس انتهوا عن أمر الله بالتسبيح بكرة وأصيلا وخالفوا نهيه بعدم التعجل في القرآن
لذلك قل المتدبرون والتدبر هو الذي نحن مطالبين به وليس التعجل في قراءة الكثير في وقت قصير
سورة ص, الآية 29:
كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب
فانقلبت المفاهيم وضاعت الأمة وغرقت في الخلافات وانشغلت في قال فلان وعلان ولم يتدبروا قول العزيز الجبار.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك