الدرس السادس

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين أستعين وبإسميه العليم والحكيم أسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه انه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما .رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا

سورة آل عمران, الآية 191:
الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار
أخذنا في السابق ذكر الله كثيرا وتعلمنا كيف نحافظ على ذلك بطرق مختلفة

ثم تعلمنا تدبر رسائل الله أو سور القرآن كرسائل من الله

الحقيقة أخوتي أن التدبر لا يتأتى إلا بقيام الليل الطويل والتسبيح بكرة وأصيلا

ومن فوائد الليل الطويل أن يتنزل القرآن للقلب فنفقهه

“ان ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا”

ومن فوائد التسبيح العلم والحكمة وفصل الخطاب . وهذا اعتبرناه من قصة نبي الله داوود وسليمان عليهما السلام

سورة ص, الآية 20:
وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب

سورة الأنبياء, الآية 79:
ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين

سورة النمل, الآية 16:
وورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين

كما تعلمنا أن العلم يأتي جزاء للمحسنين من الله

سورة يوسف, الآية 22:
ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين

اذن نتفق أن ذكر الله ذكرا كثيرا بتدبر القرآن في القيام والتسبيح في البكرة والأصيل هو الذي يعيننا على الذكر الكثير طوال اليوم والليل

وكذلك هذا القيام والتسبيح يجزي الله به عباده المحسنين بالحكمة والعلم وفصل الخطاب
ونريد أن يمن الله علينا بالعلم والحكمة حتى نفهم كتابه ورسالاته حتى نتمكن من معرفته أكثر ليزيدنا ايمانا وتقوى

الآن القيام أصبح لدى أكثر الناس مشكلة ولا يقوم الليل الطويل أكثر الناس إلا في الاعتكاف أو في اجازاتهم

في حين أن النبي والصحابة كانوا يقومون الليل كل ليلة وأيضا يعملون كل صباح ولا اجازات لهم

سورة المزمل, الآية 20:
إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم

هذه الآية توضح لنا عدة معاني أولا أن الصحابة أيضا كانوا يقومون الليل الطويل وليس النبي وحده ثانيا أن المجاهدين والمقاتلين في سبيل الله أيضا يقومون الليل بتلاوة ما تيسر منه

تخيلوا قتال وضرب وحركة مستمرة ودفاع اليدين والرجلين في حركة مستمرة من الفجر للمغرب وبعدها قيام الليل

ونحن بماذا اشتغلنا؟ ما الذي يعذبنا لدرجة لا نقدر أن نقوم الليل؟

حتى المرضى علم الله مرضهم وقال لهم “فاقرأوا ما تيسر منه”

الذين يضربون في الأرض المسافرين أيضا “اقرأوا ما تيسر منه”

ونحن والحمد لله بنعمة وأمن وأمان وراحة وترف ورفاهية

لكن عندنا مشكلة وهي اننا لا نحذر الآخرة

سورة الزمر, الآية 9:
أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب

لاحظوا هنا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه

هناك خوف لماذا لأنهم يتأملون ويذكرون الله ذكرا كثيرا وهذا يوصلهم إلى الخوف من الله ومن عذاب النار

سورة آل عمران, الآية 191:
الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار

يتفكرون في خلق السموات والأرض ثم يتذكرون الآخرة ويخافونها فيقومون الليل الطويل

سورة السجدة, الآية 16:
تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون

أجسامهم تصبح لا تطيق الفراش يدعون ربهم

خوفا وطمعا

الخوف من الآخرة ومن النار هو ما يوقظهم

سورة الذاريات, الآية 17:
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون

سورة الذاريات, الآية 18:
وبالأسحار هم يستغفرون

المؤمن الذاكر ذكرا كثيرا يقوم وبعده يستغفر

لكن المنافق الذاكر ذكرا قليلا ينام مطمئنا ولا يستغفر لأنه لا يحاسب نفسه أصلا

سورة النساء, الآية 142:
إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا

سورة المزمل, الآية 20:
إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم

نلاحظ في هذه الآية أن القيام كان معه أي مع النبي عليه الصلاة والسلام فالقيام الجماعي يعطي حافز ونشاط

وطائفة من الذين معك ..”معك”

وربنا رزقنا وسائل التقنية تساعدنا على القيام الجماعي والحمد لله

نلاحظ في رمضان صلاة القيام والتهجد تكون جماعية ونحس معاها بحماس واجتهاد

لذلك علينا أن ننتمي لمجموعات تقوم الليل وتسبح الله بكرة وعشية

نلاحظ في هذه الآية أن القيام كان معه أي مع النبي عليه الصلاة والسلام فالقيام الجماعي يعطي حافز ونشاط

وطائفة من الذين معك ..”معك”

سورة الكهف, الآية 28:
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا

فى معركه القادسيه امر الصحابي الجليل سعد رضي الله عنه الجنود بقيام الليل وكان القتال فى الصباح وعندما قال له اصحابه اترهق الجنود قال ﻻ‌ ولكنى اتقرب بها من الله عسى ان ينصرنا ونصرهم الله نصرا مبينا…

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *