الدرس السادس

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

بعد استشعار نعمة التوحيد ونعمة القرآن . نريد أن نستشعر نعمة الوجود نعمة خلقك يا إنسان

(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا) [سورة اﻹنسان : 1]

لم نكن شيئا يذكر قبل ولادتنا كنا من العدم .فمن الله علينا بنعمة الخلق .
خلقنا من شيء يكاد لا يرى إلا بالمجاهر . نطفة أمشاج!

(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) [سورة اﻹنسان : 2]

نطفة لا تمتلك سمعا ولا بصرا فلا عينين ولا أذنين.
فابتلانا و جعلنا نسمع ونبصر…لماذا؟

(إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) [سورة اﻹنسان : 3]

لنستعملهما في التعرف عليه من خلال الكون لنهتدي إليه ونختار ..
إما أن نكون من الشاكرين أو نكون من الكافرين

ولا يوجد بين بين.
إما شاكرا وإما كفورا.

فمن اي الفريقان انا؟

والسمع والبصر هما منافذ للقلب يتلقيان المعلومات لإرسالها للقلب . والقلب يحلل ويفكر ويقرر ويختار.

إما شاكرا للنعم
وإما كفور يغطي النعم.

(إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) [سورة اﻹنسان : 3]

إذن من نعم الله العظيمة السمع والبصر والفؤاد فبهما نتوصل للتوحيد وبهما نستفيد من نعمة القرآن.
نعمة تدلنا على نعمة

فالحمد لله رب العالمين.

(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة النحل : 78]

كنا لا نعلم شيئا فجعل لنا وسائل للتعلم السمع والبصر والفؤاد.

وسبحان الله نجد هناك من لا يسمعون ولكنهم استفادوا من البصر في التوصل للهداية.

ونجد من لا يبصرون وتوصلوا للهداية عن طريق السمع.

وشاء الله أن ألتقي بمن لا يبصرون ولا يسمعون ولكنهم يملكون فؤادا تعلق بخالقهم!

(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة النحل : 78]

جعل لنا السمع والأبصار والأفئدة لعلنا ماذا؟

لعلكم تشكرون!

فهل شكرناه؟

هي نعمة أصبحنا نعتبرها تحصيل حاصل.

شيء يأتي هكذا مع كل انسان شيء مكمل.

يولد لنا مولود يسمع ويبصر وله فؤاد صحي ولا حتى نستشعر أنها نعمة عظيمة.

وكأنها زينة وغير مهم وجودها من عدمه.

(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة النحل : 78]

تأملوا معي تكرر ذكر السمع والبصر والفؤاد مع لفظة الشكر .

(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [سورة المؤمنون : 78]

(ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [سورة السجدة : 9]

(قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۖ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [سورة الملك : 23]

مع آيات سورة الإنسان وارتباط السمع والبصر مع الشكر.

(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) [سورة اﻹنسان : 2]

(إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) [سورة اﻹنسان : 3]

هل هي مصادفة؟!

لا والله بل أن السمع والبصر نعمتان عظيمتان تستحقان الشكر .

تابع…

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *