بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [سورة آل عمران : 191]
عرفنا أن أولي الألباب هم الذاكرين ذكرا كثيرا قلبيا مستمرا طوال اليوم
والخشوع في الصلاة ما ممكن يتحقق إلا إذا كان القلب ذاكرا ذكرا كثيرا
(فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) [سورة النساء : 103]
فإذا اطمأننتم
ألا بذكر الله تطمئن القلوب
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [سورة الرعد : 28]
تطمئن لأنها خالية من الوسوسة الشيطانية فالذكر الكثير في القلب يطرد الوساوس كلها فيطمئن القلب
(وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا) [سورة اﻹسراء : 46]
إذا ذكرت ربك في القرآن ولوا على أدبارهم نفورا
الشياطين مع وساوسهم يهربوا
وهذا لا يتأتى إلا بذكر الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم
(فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) [سورة النساء : 103]
وهذه صفة أولي الألباب
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [سورة آل عمران : 191]
الصلاة هي ذكر كثير أيضا من أولها لآخرها
(إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) [سورة طه : 14]
الصلاة أساسا ذكر لله
مثلا سورة الفاتحة كم ذكرا لله فيها؟
القصد أسماء الله فيها والضمائر العائدة إليه وأفعاله
كم عدوها؟
فما بالك بالذكر في السورة التي تليها ؟
وأيضا التكبيرات والتسبيحات والحمد والتشهد كلها ذكر لله
فإذا قمت للصلاة انوي ذكر الله فيها فكل كلمة تقولها انت تذكر الله فيها لتمجديه حوار بينك وبينه
ولكن !
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة الجمعة : 9]
نداء للمؤمنين ركزوا كنا في غفلة عن هذه الآية
إذا نودي للصلاة…قال صلاة هنا لكنه ما قال فاسعوا للصلاة ولكن نبهنا اسعوا لذكر الله
إذا نودي للصلاة فاسعوا إلى ذكر الله ..صلوا ولكن لا تنسوا ذكري أنتم تصلون لذكري وليس لذكر فلان وعلان
ولذكر ماذا ستفعل وماذا فعلت
فما هو الحاصل في الصلاة الآن عند الغافلين؟
ماذا يذكرون؟
يذكرون الدنيا..
واحدة تقول انها مصممة أزياء وأروع الموديلات تأتيها في الصلاة!
واحد نسى أين وضع غرضه وضيعه يصلي ليتذكر في الصلاة أين أضاعها !
واحد ما عرف حل مسألة أو مشكلة يصلي لتأتيه الأفكار الرائعة للحل!
هل تعرفوا الأفكار الرائعة هذه من أين؟
من الشيطان ليصدك عن ذكر الله يتبرع بها لك فقط ليصدك عن الذكر
وصلت وساوسه لأن قلبك لم يكن ذاكرا ذكرا كثيرا
وأنت استسلمت له
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) [سورة الزخرف : 36]
(وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) [سورة الزخرف : 37]
(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [سورة المائدة : 91]
ركزوا على
ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة
الأدهى والأمر حقيقة في هذه الآية وما انتبهنا لها
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة الجمعة : 9]
وذروا البيع ..
الذكر في القلب والبيع هنا البيع في القلب أثناء الصلاة !
يعني أفكار البيع والشراء تأتي وقت الصلاة
سواء بيع بضائع أو خدمات
وسواء بيع هدى بضلالة
أو بيع وشراء تجارة غيبية كل حسب مرتبته في الذكر
في الصلاة إذا شرد ذهني لقيتني في بيع وشراء من كل الأنواع والأصناف
مثلا بروح الخياطة وووو
بخبر زوجي يجيب …..
بطبخ ….
بسوي درس ….عشان ربي يأجرني …
بروح أخدم في المسجد عشان أعينهم على الذكر…..
بيع شراء
بضائع او خدمات أو تجارة غيبية ما تطلع عن هالأمور
وراحت الصلاة في البيع والشراء
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة الجمعة : 9]
لذلك علينا أن نترك البيع وبعد الصلاة في مجال للبيع والذكر الكثير خارج الصلاة
أما في الصلاة ذكر كثير فقط دون بيع
(فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة الجمعة : 10]
بمعنى لاحقين بعد الصلاة تقدروا تجمعوا الإثنين
الآن الشيطان يأتي لكل شخص ببيع علي حسب ايمانه وذكره
الغافل يأتيه من ناحية زينة الحياة الدنيا لعب ولهو وووو
اما الذاكر يأتيه من ناحية الدين أفكار دينية
مثلا بيفكر في دروس ومحاضرات وصدقات وزكوات ومسائل عقيدة وفقه وووو
يلعب صح ويعرف من أين تؤكل الكتف
الآن ركزوا معاي
الذاكر لله ذكرا كثيرا هل يستسلم للأفكار هذه وينسى ذكر الله؟
ولا ينتبه لنفسه ويطرد الأفكار ؟
ينتبه لأنه يعرف انها وان كانت رائعة ولا تتوت لكنها أفكار شيطان وهدفه صدك عن ذكر الله في الصلاة
وانها دعوة لحزبه ليكونوا من أصحاب السعير
ولأنه ذاكر لله ذكرا كثيرا يتذكر ويطرد الأفكار
(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [سورة اﻷعراف : 201]
والآن نأتي للمصيبة
الذاكر لله ذكرا قليلا هل بصد الأفكار أم ينجذب لها وتعجبه ويستمر بها لنهاية الصلاة؟
الذاكر لله ذكرا قليلا من يكون؟
منافق!
ظاهريا هو يصلي أمام الناس وفعليا هو في بيع وشراء
لا يذكر الله ويذكر أفكار الشيطان
ما يقدر يطرد الأفكار
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة النساء : 142]
ما يقدر لأن قلبه معرض للوساوس ما فيه ذكر لله
أما الذاكر ذكرا كثيرا هو من أولي الألباب المتقين الذين يصدون الأفكار هذه كلما جاءتهم ويذكرون الله في الصلاة
من هنا تأتي أهمية الذكر الكثير والتفكر والتأمل لتكون من أولي الألباب
(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [سورة العنكبوت : 45]
ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
فالصلاة تدريب على مراقبة النفس أن تكون في ذكر الله وتدريب على السيطرة على وساوس الشيطان فاذا نجحت فيها نجحت خارجها على صد الوساوس فنهتك صلاتك عن الفحشاء والمنكر
الواجب اليوم تجتهدوا بالذكر الكثير والصلاة بخشوع تدخلوها بنية ذكر الله وذكره هو فقط لا سواه
اطردوا كل فكرة ثانية وتأمل النجمة
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك