بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين ٍ
(وَهَـٰذَا كِتَـٰبٌ أَنزَلۡنَـٰهُ مُبَارَكࣱ.. )
[سورة الأنعام 92]
هذا القرآن مبارك بركته منه تفيض على من يتبعه. بركة في الوقت والمال والزوج والولد والتجارة.
(وَهَـٰذَا كِتَـٰبٌ أَنزَلۡنَـٰهُ مُبَارَكࣱ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُوا۟ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ)
[سورة الأنعام 155]
إذا اتبعنا ما فيه واتقينا الله نلنا رحمة الله. وإن تركناه وراء ظهورنا وأهملناه خرجنا من تلك الرحمة الخاصة بالمؤمنين.
من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الناس هو الإعتقاد بأن القرآن فيه شفاء إذا قرأه المعالج فلان. أو القرآن فيه بركة إذا قرأه الشيخ فلان.
أنت بهذا الإعتقاد وقعت في خطأين
الأول هو أنك نزلت من قيمة القرآن وبركته وشفاءه حتى أصبح لا يشفي إلا إن قرأه عليك فلان. بمعنى فلان ساهم في إعطاء صفة الشفاء لهذا القرآن وهذا خطأ كبير.
والثاني أنك زكيت فلان هذا لجزمك أنه من الأتقياء والصالحين ومن أولياء الله الذين يشفون الناس بقرائتهم وهنا تكون قد كذبت على الله بهذه التزكية.
(أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ یُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ یُزَكِّی مَن یَشَاۤءُ وَلَا یُظۡلَمُونَ فَتِیلًا ٱنظُرۡ كَیۡفَ یَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۖ وَكَفَىٰ بِهِۦۤ إِثۡمࣰا مُّبِینًا)
[سورة النساء 49 – 50]
فلا يعلم حقيقة أي إنسان إلا رب العالمين وحده وهو من نهانا عن تزكية بعضنا البعض.
(ٱلَّذِینَ یَجۡتَنِبُونَ كَبَـٰۤىِٕرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَ ٰحِشَ إِلَّا ٱللَّمَمَۚ إِنَّ رَبَّكَ وَ ٰسِعُ ٱلۡمَغۡفِرَةِۚ هُوَ أَعۡلَمُ بِكُمۡ إِذۡ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَإِذۡ أَنتُمۡ أَجِنَّةࣱ فِی بُطُونِ أُمَّهَـٰتِكُمۡۖ فَلَا تُزَكُّوۤا۟ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰۤ)
[سورة النجم 32]
طبعا هذه الأخطاء في حالة أنه كان لا يتعامل مع الجان وأما إن كان له تعامل معهم تحت مسميات (خدام الآيات، خدام الأسماء الحسنى، روحانيات، نورانيات، علويين، سفليين، الخ) كلها تعني مخلوقات واحدة وهي الجن!
وهنا تكون المصيبة أشد إذ تزداد رهقا كمن يذهب عند مصلح سيارات مخادع يصلح لك عطلا ويعد لك عطلا جديدا لتكون زبونا دائما عنده. هكذا هم قد يستخدمون الجان لتخليصك مما تشكوا ويزيدونك رهقا بشكوى ثانية أو يسمعوك عبارة (عالجتك ولكنهم أعادوا لك السحر) أو المسألة ستطول ليستنزفوا جيبك.
(وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالࣱ مِّنَ ٱلۡإِنسِ یَعُوذُونَ بِرِجَالࣲ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَزَادُوهُمۡ رَهَقࣰا)
[سورة الجن 6]
ثم أنهم لو اجتمعوا جميعا إنسهم وجنهم على أن يدفعوا عنك ضرا أو يجلبوا لك نفعا فلن يفعلوا إلا بإذن الله.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ يَوْمًا فَقَالَ:
«يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ».رواه الترمذي
لذا ركز على مشكلتك التي أوقعتك في الضر ليأذن الله بالشفاء لك دون الحاجة لأحد.
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي نفسه ويعلم أصحابه أن يرقوا أنفسهم بأنفسهم إلا الأطفال الذين لا يعلمون أو من اشتد به المرض فأصبح لا يقدر على رقية نفسه أو الجاهل ومن في مقامه الذين لا يعرفون.
تأمل معي هذا الحديث
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة السبعين ألفاً الذين سيدخلون الجنة من هذه الأمة بغير حساب ولا عذاب قال : ( هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) صحيح مسلم.
جعلني الله وإياكم من هؤلاء السبعين ألفا.
نكمل الدرس القادم إن شاء الله.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.