الدرس السادس

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وبإسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا

أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ؟
دعانا ربنا لتدبر القرآن والتفكر في آياته الكونية والقرآنية في آيات كثيرة ونجد تكرارا كثيرا لآيات التفكر ويختمها بلعلهم يتفكرون أو لعلهم يعقلون أو لقوم يتفكرون أو لقوم يعقلون أو لآيات لأولي الألباب وغيرها من الآيات

ويضرب الله الأمثال للناس بكثرة في القرآن العظيم لعلهم يتذكرون ويتفكرون ويعقلون

سورة إبراهيم, الآية 25:
تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون

سورة الحشر, الآية 21:
لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون

ويقص لنا القصص ايضا لعلنا نتفكر فيها نعتبر منها ونستفيد
سورة الأعراف, الآية 176:
ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون

سورة يوسف, الآية 111:
لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون

ولكن هذا لأولي الألباب واللب هو العقل .الإشكالية التي غفل عنها أكثر الناس أنه إذا كنت لست من أولي الألباب فأنت لست من أولي العقول!!!

فإذا كنت لست من أولي العقول فأنت كالانعام بل أضل!
سورة الأعراف, الآية 179:
ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون

أهل جهنم كثييير من الإنس والجن كانت لهم عقول لا يعقلون بها .هم كالأنعام بل هم أضل ! من هم؟
اولئك هم الغافلون!
غافلون عن ماذا؟
سورة الفرقان, الآية 44:
أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا
سورة يونس, الآية 7:
إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون

غفلوا عن آيات الله ولم يذكروه ذكرا كثيرا
لذلك لم يعقلوا ولم يفقهوا ولم يتمكنوا أن يتفكروا في الآيات
لايرجون لقاء الله ورضوا بالحياة الدنيا واطمئنوا بها

لماذا هم أضل من الأنعام؟!!
لأن حتى الأنعام تسبح لله وتذكره على الرغم انها لا تعقل
وهو بعقله واختياره لم يسبح لله فهو أضل منها في هذا.

ولأن أعينهم كانت في غطاء لم يتمكنوا من التأمل والتفكر في ملكوت الله
لذلك إما أن تكون ذا لب يتفكر وإما أن تكون كالأنعام لا تهتم إلا بالأكل والشرب والتزاوج ورعاية أبنائها

نتخيل فقط
أن هذه الأنعام لديها تفكر وتأمل في هذا الكون ، تعرفت على ربها فسبحته

ما شأننا نحن والله أوجد لنا العقل والتمييز !!

سورة محمد, الآية 12:
إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم

وأولي الألباب لهم قلوب يعقلون بها ويتفكرون لأنها خالية من الأقفال والران والأكنه حافظوا عليها بحفاظهم على العهد مع الله وبالذكر الكثير

وأولي الألباب لهم صفات إن كنا نريد أن نكون منهم ونقتدي بهم .

سورة آل عمران, الآية 190:
إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب

سورة آل عمران, الآية 191:
الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار

ذكرك الكثير وتفكرك في خلق السموات والأرض هو ما يميزك عن الأنعام.
فإذا تنازلت عن الذكر الكثير والتفكر فأنت لا تنزل لمستوى الأنعام فقط ولكن مرتبة أقل منها لأن الأنعام تسبح الله

أولئك كالأنعام بل هم أضل.
إما أن ترتقي بنفسك لتكون من أولي الألباب أو تهبط لما دون الأنعام ليس هناك مرتبة بين الإثنين
إما أن تكون من أولي العقول أو ممن لهم قلوب لا يعقلون بها

فكيف تفحص نفسك إن كنت سليم القلب ؟!
سورة الزمر, الآية 45:
وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون

سورة الإسراء, الآية 46:
وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا

من كان قلبه سليما استبشر بسماع ذكر الله في القرآن وحده. ومن كان غير ذلك اشمأز ونفر من المجلس.
فإذا ذكر الذين من دون الله إذا هم يستبشرون

من كان لا يتمكن من التدبر فسيقرأ القرآن قراءة سرد وكأنها جريدة فيمل ولكن من تدبر وتفكر يجد القرآن جديدا عجيبا كل يوم.

قس مدى ارتياحك من القرآن ودرجة الملل منه إذا كررت آية من آياته أو تفكرت في خلق من خلقه أو نعمة من نعمه

جرب أن تكرر آية واحدة لمدة نصف ساعة مثلا إذا مللتها فقلبك لا يعقل ولا يتفكر وإن زاد استمتاعك بها وفهمك وتدبرك وعلمك من الآية فاعلم أنك من المتفكرين المتدبرين

أو جرب أن تتفكر في خلق السماء كل يوم وانظر هل تمل أم يزداد تعظيمك لربك وعلمك كل يوم
او تفكر في نعمة البصر كل يوم لمدة اسبوع واشكر الله عليها واحمده هل ستمل ؟؟

فإذا مللت فابحث عن الشفاء لما في صدرك
سورة الإسراء, الآية 82:
وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا

سورة يونس, الآية 57:
يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *