الدرس السابع

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

(قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۖ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [سورة الملك : 23]

هي وسائل للتعرف على الله والاهتداء إليه ومن ثم التوجه إليه بالشكر.

فالإنسان الذي لا يعرف الله لن يكون شاكرا.

ولا أقصد أن يعرف الله كإسم وأنه الخالق ولكن!

نقصد أن يعرف أفعاله وأسماؤه ويعرف عظمته وجوده وكرمه ولطفه ووووو.

هذا الذي عرف الله جيدا هو من سيكون شاكرا له.

سيجتهد في شكره حبا له وتعظيما له.
عرفه من خلال السمع والبصر والفؤاد.

لانه عرف أن كل ما يملكه وكل ما يحصل له هو من الله.

وأما من لم يستخدم لا سمعه ولا بصره ولا فؤاده في التعرف على خالقه فلن يعرفه.

لن يعرف أن كل النعم التي يتنعم فيها هي من عند الله ولن يعرف أن كل ما يحصل له هو بإذن الله.

ولن يميز أفعال الله في الكون

هذا الذي لم يعرف الله لن يشكر الله لن ينسب النعم إلى الله.

سيكون كفورا ينسب النعم للأسباب المادية المختلفة.

وليس هذا فقط!

ولكنه لن يعمل عملا صالحا شكرا لخالقه. بل إن الرياء قد يداخل أغلب أعماله هذا إن عمل .

(بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [سورة الزمر : 66]

لن يتوجه لله لإرضاءه شكرا له على نعمه. لأنه مشتت لم يعرف ممن هذه النعم لذلك أعماله بلا هدف واضح أو صحيح.

والمشكلة الكبرى عندما لا يكون عنده تلك المعرفة التي تجعله يعظم الخالق ويراقبه لأنه عندها سيستسهل معصيته.
سيرى المعاصي هينة.
وقد يعصيه بأهم النعم.
السمع والبصر والفؤاد.

ولا يعلم أن السمع والبصر هي آلات تسجيل غيبية ستعمل يوما ما لكشف المستور.

و الإنسان لكي يعصي لابد أن يستخدم نعمة من هذه النعم على الأقل.

(حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة فصلت : 20]

تخيلوا معي موقفا…

تخيل والدا يهدي ابنته هاتفا نقالا فإذا الابنة تستخدم الهاتف في الفواحش ولا تنتبه أن كل شيء مخزن في ذاكرة الهاتف.

ثم يأخذ الأب الهاتف ويشغل كل ما تم تسجيله على الجهاز صوت وصورة.
ليشهد الجهاز على الابنة ولا تتمكن أن تنطق بكلمة.
تخيلوا شعور الابنة بالخزي والعار ووالدها يرى كيف استخدمت هديته في معصيته.

(حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة فصلت : 20]

وسبحان الله الآية اللي بعدها

(وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [سورة فصلت : 21]

هذا الموقف سيمر به كل من يصر ولا يتوب من معصية الله بالنعم التي أنعمها الله عليه.
موقف خزي عصيب نسأل الله السلامة وأن لا يأخذنا إلا وهو راض عنا.
(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [سورة المؤمنون : 78]

قليلا ما تشكرون…

كثيرا ما نعصيه بسمعنا

سماع السخرية والضحك معهم
وقد حرمها الله

نستغل نعمته في المعاصي
سماع الغيبة والتلذذ بها.
وقد حرمها الله
وسماع التجسس وقد حرمه الله

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [سورة الحجرات : 11]

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [سورة الحجرات : 12]

سماع الاستهزاء بآيات الله والجلوس معهم وقد حرمه الله

(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) [سورة التوبة : 65]

حتى أصبح وكأن السمع خلق ليكون في هذه الأمور.

تصبح المعاصي شي طبيعي.
حتى اذا أخبرت الناس لا تسمعوا كذا وكذا فهو حرام. يقولون اذن ماذا نسمع ؟!!
تقول لا تغتابوا ولا تتحدثوا باللغو
يقولون اذن نبقى صامتين؟!!!

أين نحن من هؤلاء المؤمنين
(وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) [سورة القصص : 55]

في زمن أصبحت نعمة السمع مخلوقة فقط لسماع المعاصي .

زمن أصبح فيه المنكر معروفا.

بل بالعكس أصبح سماع اﻵيات والنصح أمرا يشمئزون من سماعه وفي الواقع هذا ما خلقت الأسماع له.

(وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [سورة الزمر : 45]

بل وينفرون من تلك المجالس ويولون الأدبار.

(وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا) [سورة اﻹسراء : 46]

في زمن أصبح المعروف منكرا.
فسبحان الله

(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [سورة المؤمنون : 78]

قليلا ما تشكرون…
تابع…

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *