الدرس السابع

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [سورة الحديد : 20]

تعلمنا في اليوم الأول عن ما هي الدنيا وصفاتها.
وبالأمس تعلمنا مكوناتها الجاذبة
وكيف نتعامل معها
واليوم ان شاء الله نتكلم عن حب الدنيا وحب اﻵخرة
أيهما في قلبي
هل حب الدنيا؟
أم حب اﻵخرة؟
نفحص قلوبنا فاستعدوا …
(إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا) [سورة اﻹنسان : 27]

جاءت هذه الآية في سورة الإنسان تعرف الذين يحبون العاجلة وهي من أسماء الدنيا

فتعالوا نرى من هم من الآيات السابقة
(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا) [سورة اﻹنسان : 24]

اﻵثم هو من يرتكب اﻵثام و أما الكفور
فتعالوا نبحر في كتاب الله نبحث عن صفات الكفور

بداية وضح لنا سبحانه في نفس السورة على أنها عكس الشكور

(إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) [سورة اﻹنسان : 3]

فإما أن تكون شاكرا بالحمد و بالعمل الصالح وإما أن تكون كفورا

بمعنى الإنسان لا بد أن يكون أحدهما
إما شاكرا
وإما كفورا
وهذا الكفور في يوم من الأيام تعرض لموقف في حياته .
في هذا الموقف وعد ربه أن يكون شكورا وأن يكون من الصالحين ولكنه نكث بهذا الوعد
(وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ ((كَفُورًا)) [سورة اﻹسراء : 67]

دعا ربه ثم أعرض فكان كفورا
فماذا دعا ربه
(قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ((تَدْعُونَهُ )) تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ ((الشَّاكِرِينَ)) [سورة اﻷنعام : 63]

(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ((ۙ دَعَوُا اللَّهَ )) مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ ((الشَّاكِرِينَ)) [سورة يونس : 22]

دعوا ربهم ووعدوه أن يكونوا من الشاكرين ثم نكثوا بعد النجاة فكانوا عكس الشكور وهو الكفور

(إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) [سورة اﻹنسان : 3]

لنتوقف ونفكر قليلا في أنفسنا
هل فعلت؟

هل تعرضت لموقف سواء في البر أو البحر أو الجو
وظننت أني هالك لا محالة وكنت آثمة فدعوت ربي لئن أنجاني ربي لأكونن من الشاكرين؟
وهل نكثت وعدي؟
بمعنى أصح
هل أنا إنسان كفور؟

إن كنت كذلك فأنا كفور لأني أحب العاجلة ونسيت أن هناك يوما ثقيلا

(إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا) [سورة اﻹنسان : 27]
وأكثر الناس للأسف هم من هذه الفئة
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ ((أَكْثَرُ النَّاس))ِ إِلَّا كُفُورًا) [سورة الفرقان : 50]

والقليل هم الشكورين

(…اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ ((وَقَلِيل))ٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) [سورة سبأ : 13]

اللهم اجعلنا من القليل يا رب
تابع…

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *