بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
نبدأ اليوم بغطستنا الأولى في عمق بحر القرآن الكريم لننال منه كنزا مهما في حياتنا يعيننا الله به على الحصول على الكثير من متطلبات متاع الحياة الدنيا ألا وهو المال!!.
كيف نحصل على المال والثراء السريع؟
السر موجود بكل وضوح في كتاب الله ولكن ينقصنا أن نتخلص من مشكلة الريب وأن نتحلى باليقين.
هناك عدة طرق للحصول على المال ولا أقصد هنا ترك السعي ولكن أقصد الحصول على التوفيق والنجاح والبركة في مسعاك للحصول على المال بجانب اتخاذ الأسباب الغيبية التي سنتكلم عنها في هذا الدرس إن شاء الله.
أول طريقة للحصول على المال هو الإستغفار!
(فَقُلْتُ ((اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ)) إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * ((وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ)) وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)
[سورة نوح 10 – 12]
قد يقول قائل جربت ولم أحصل على شيء. تعرف لماذا؟ لأنك جربت ولم تكن على يقين.
هذا سبب والسبب الثاني هو أن الإستغفار له شروط وليس فقط بترديد عبارات الإستغفار.
شروطها أن تقلع عن الذنوب والمعاصي ثم تندم عليها ثم تعقد العزم على عدم العودة إليها ثم ترجع الحقوق لأصحابها إن كنت قد أذنبت ذنبا فيه أخذ لحقوق الناس. وهي نفسها شروط التوبة النصوح.
ثم تلح بالإستغفار ليس ليوم ولا يومين فأنت لا تجرب ولكنك هنا تستدر رحمة الله عليك ولا تعلم متى تنزل عليك رحماته ولكن تأكد أن المزرعة لا تثمر يوم غرس البذور والشركة لا توزع الفوائد في يوم تأسيسها. عليك الإلتزام بالإستغفار بشروطها وبيقين تام أن الله سيحقق لك ما وعدك وعليك بالصبر. فالزمن الطويل يجعل الكربون ألماسا والفضلات نفطا وذرات التراب لؤلؤا.
انتظر وأنت تتوقع الأرباح الكبيرة كلما طال الإنتظار وانتظر وأنت تستغفر بيقين تام جدا ودون العودة للذنوب وبدون التوقف عن الإستغفار ولا تتعجل النتائج.
الطريقة الثانية للحصول على المال الوفير هو إقراض الله قرضا حسنا فأنت تودع مالك عند رب تعهد لك بمضاعفته أضعافا كثيرة وبأرباح وبلا خسائر. وهذا أفضل من اقراضها لمن يعطيك نسبة ضئيلة من الأرباح ومع توقع احتمالية الخسائر.
(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)
[سورة الحديد 11]
ولكن انتبه فالله عز وجل يقول لك قرضا حسنا فلا تتعجله في السداد ولا تلح طلبا لعودة مالك ولا تمن على الله أنك أقرضته ولا تؤذيه بكلامك.
وهو يتعهد لك بالأضعاف عند السداد فهو تجارة مع الله عز وجل ومن أوفى بعهده من الله؟
فقط نحتاج لليقين وعدم التجربة.
ولكن لماذا أتصدق أحيانا ولا يعود لي أضعافا؟؟
الصدقة التي تعود عليك أضعافا هي الصدقة الحسنة فقط.
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)
[سورة النساء 40]
وكيف تكون حسنة؟
بشروط:
- أن لا ترجو بها إلا وجه الله تعالى ولا ترجو منها جزاء من الناس ولا شكورا منهم.
(إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)
[سورة اﻹنسان 9]
- أن تحافظ على نيتك ثابتة بأن تكون فقط وفقط وفقط ابتغاء وجه الله قبل وأثناء وبعد الإنفاق وتصر عليها فلا تغيرها ولا تدخل معها نوايا أخرى وخاصة الرياء وطلب الجزاء والشكر.
(وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ((وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ)) كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
[سورة البقرة 265]
- أن لا تتبع صدقتك بمن ولا أذى سواء أمام من تصدقت لهم أو من خلفهم بغيبة وفضح ونشر غسيلهم أو حتى في نفسك كأن تقول (تصدقت لهم ولا خير فيهم)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
[سورة البقرة 264]
- أن لا تتعجل ربك في أن يرجعها لك كأن تقول تصدقت ولم أستفد بشيء.
- أن لا ترتاب في وعد الله بالمضاعفة وكن على يقين ولو تأخر.
الطريقة الثالثة للحصول على المال هو الإلتزام باتباع ما أنزل الله من الأوامر والنواهي.
(وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ۚ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ)
[سورة المائدة 66]
فاتباع منهج الله يؤدي للنجاح في الدنيا علميا وعمليا في الدنيا والآخرة. ولضمان اتباعك لكل ما أنزل الله احضر دفترا وقلما وابدأ من سورة الفاتحة واقرأ القرآن وكلما صادفت أمرا من أوامر الله وتعلم أنك لا تتبعه سجله في الدفتر إلى أن تختم المصحف ثم احذف الأوامر المتشابهة وابدأ باتباعها وافحص نفسك كل جمعة لترى مدى تحسنك في اتباع القرآن وامسح الأوامر التي أصبحت تتبعها وهكذا إلى أن تنتهي منها ويصبح خلقك القرآن عندها سيتحقق فيك وعد الله.
الطريقة الرابعة للحصول على المال هو الإيمان والتقوى.
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة اﻷعراف 96]
إن اتبعت الطريقة الثالثة فإن هذه الطريقة ستصبح مطبقة تلقائيا.
الطريقة الخامسة للحصول على المال هي أن تشكر نعم الله فبشكرها تزيد النعم.
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)
[سورة إبراهيم 7]
كلما حصلت على نعمة اشكرها بأن تحمده عليها وتسجد شكرا و تستعملها في ما يرضيه وتتجنب استخدامها في معصيته.
سواء كانت النعمة مالا أو صحة أو زوجا أو ذرية….إلخ.
هذه الطرق سجلها عندك وابدأ بتطبيقها كلها وسترى الثراء وعدا من الله ومن أصدق من الله قيلا ومن أصدق من الله حديثا. وعد الله الذي لا يخلف الميعاد.
املأ قلبك يقينا واترك الريب وتابعنا في الدرس القادم للتعرف على كنز آخر من كنوز القرآن…
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.